صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ !

12

ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ

ﺷﻤﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ
ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ !

ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻋﺒﺎﺭﺓ “ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﺃﺣﺪ ” ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﺑﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎً ﺭﺋﻴﺴﻴﺎً ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻼﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﻧﻘﺎﺵ ﻭﺟﺪﻝ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ .
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻡ، ﻛﺎﻥ ﻣﻠﺨﺼﺎً ﻭﺍﻓﻴﺎً ﻟﻤﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﻝ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒِ ﺑﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ، ﺑﻞ ﻋﻤﻠﺖ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻹﺭﺟﺎﻉ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻭﻣﻮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ “ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﺃﺣﺪ …” ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻧﺸﺮﺕ “ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ” ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﺻﺎﺩﻣﺎً ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﺰﻭﻳﺮ ﻓﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﻌﺎﻡ 2014 ﻡ، ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺣﻤّﻞ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮﺓ – ﻭﻗﺘﻬﺎ – ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻭﺟﻬﺖ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬﺍﺕ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ .
ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ .. ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﺗﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ – ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ .. ﻣﺜﻼً ‏) ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﺮُّﺿﺎً ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‏) %56 ‏( ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺼﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﻳﺘﻌﺮّﺿﻦ ﻟﻠﻌُﻘُﻮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻟـ ‏) %45 ‏( ، ﻭﺃﻥّ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻌﺮُّﺿﺎً ﻟﻠﺘﻮﺑﻴﺦ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‏) %28 ‏( ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥّ ﺍﻷﻭﻻﺩ ‏) %20 ‏( .. ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻭﺻﻞ ﻟﺪﺭﺟﺔ ‏) %19 ‏( ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ، ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ‏) %17 ‏( ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ – ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ – ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﻫﻨﺎﻙ ﻋُﻨﻔﺎً ﻳُﻤﺎﺭﺱ ﺿﺪﻫﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺇﻣﺎ ﺟﺴﺪﻳﺎً ﻛﺎﻟﻀﺮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺃﻭ ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : “ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻗﺮﻭﺵ ﺟﺎﻳﻴﻦ ﺗﻘﺮﻭﺍ ﻟﻲ ﺷﻨﻮ )“
ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻣﻤﺎ ﻟﺤﻖ ﺑﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺍﻹﺻﻼﺡ .
ﺍﻵﻥ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﺩ ﺑﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ، ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﺾ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .
ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺭﻓﻌﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎً ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ … ﺍﻟﺤﺎﺝﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ، ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ، ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ، ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ … ﺍﻵﻥ ﻭﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد