صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻣﻦ ﻳﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ؟ ..!!

12

ﻋﻠﻰ ﻛﻞ

ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ
ﻣﻦ ﻳﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ؟ ..!!

ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻐﻔﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻭﺗﻨﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﻘﻄﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺰﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻋﺠﻞ ﺑﺮﺣﻴﻠﻬﺎ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﻻ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ .
ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺒﻪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻗﺎﺗﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺮﺍﺵ ﻭﻓﺎﻭﺿﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻑ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻏﻔﻠﺖ ﻣﺤﺎﺻﺮﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻬﻤﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻸﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻮﻗﻒ ﻧﺰﻳﻒ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﻭﻳﺮﻓﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻊ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ .
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻻ ﺗﺎﺑﻪ ﻟﻠﺪﻭﻻﺭ ﺍﻵﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺟﻨﻴﻪ، ﻭﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻦ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭﻩ ﺻﻌﻮﺩﺍً ﻭﻫﺒﻮﻃﺎً، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻱ ﻣﺴﺎﻉٍ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻃﻨﻲ ﻋﺮﻳﺾ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺄﺯﻭﻡ، ﺁﻧﻴﺎ ﻻ ﻧﻠﻤﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﺛﻤﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻟﻜﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻋﺒﺮ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﺤﻔﺰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﻴﻦ ﻭﺗﻀﺎﻋﻒ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ . ﺣﺪﺛﻮﻧﻲ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺪﻫﺐ ﻟـ ‏) ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ ‏( ﺑﻤﺎ ﺣﻮﺍﻩ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺑﺎﺋﻨﺔ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﺗﺨﺬﺗﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻤﺤﺎﺻﺮﺓ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺗﻌﻬﺪﺕ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﺇﻟﻰ ‏) ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ‏( ﻣﻊ ﺑﺪﺀ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻤﺘﻪ ‏) ﺻﺮﺓ ﻓﻲ ﺧﻴﻂ ‏( ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺼﻞ ﺍﻵﻥ ‏) ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻣﻴﺔ ‏( ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ؟ .!
ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻵﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺸﺮﺓ، ﻗﺼﺺ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ، ﺍﺑﺘﺪﺍﺀً ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﻲ، ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﺄﺯﻣﺎﺕ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﻭﻣﻮﺍﺟﻊ ﻭﺟﺪﻱ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺒﺴﺘﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻗﻰ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩ، ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻌﺪﺕ ﺑﺎﻟﺼﺎﺩﺭ ﻭﺃﻓﺸﻠﺖ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻭﻓﺠﻮﺓ ﺑﺎﺋﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ ﺃﻭﺭﺛﺘﻨﺎ ﺍﻧﻔﻼﺕ ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻳﻮﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻒ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻳﺨﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻮﺍﻃﻨﻪ ﺑﺎﻟﺸﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺿﻐﻮﻁ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ .
ﺃﻳﻦ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻜﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ، ﺃﻳﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﺑﻞ ﺃﻳﻦ ﺩﻭﻻﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺑﺠﻤﻌﻪ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻘﺎﺫﻩ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺮﺍً ﺧﺎﻓﻴﺎً ﺃﻥ ﺃﺯﻣﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻨﺸﻂ ﻫﻤﺘﻬﻢ ﻟﺠﻤﻌﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ .
ﺳﺘﺪﻓﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ ﻭﺗﺮﻙ ﺃﺳﻌﺎﺭﻩ ﻧﻬﺒﺎً ﻟﻼﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ، ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻣﻌﺘﺰ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ، ﻇﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﺭﺣﻴﻞ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺳﻴﻔﺘﺢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﻤﻨﺤﻬﻢ ﺗﻌﺎﻃﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ‏) ﻓﻚ ﺍﻟﺸﻔﺮﺓ ‏( ، ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻛﺄﻧﻚ ﻳﺎ ‏) ﺃﺑﻮﺯﻳﺪ ﻣﺎ ﻏﺰﻳﺖ ‏(

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد