صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻣﺴﺎﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺒﺰ

12

خارج النص

ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ
ﻣﺴﺎﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺒﺰ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﻃﻮﻳﻼً ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﻣﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﻳﺘﻮﻗﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﻟﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺤﺎﻓﻲ ﻳﻨﺜﺮﻭﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺠﺘﺮ ﺃﻭﺿﺎﻋﺎً ﻏﺎﺑﺮﺓ ﻳﺮﻭﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﻭﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ .. ﻭﺗﺘﺒﺪﻯ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺧﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .. ﻭﻣﺘﻔﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ .. ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺼﻒ ﺧﺮﺝ ﺷﺎﺏ ﺛﻼﺛﻴﻨﻲ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻻﻗﺘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﻌﺪﺍﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺼﻞ ﻛﻞ “ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻴﻦ ” ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺒﺰ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺤﻮﺫ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻠﻄﻒ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻳﺘﻮﺩﺩﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺧﺎﺩﻋﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺭﺿﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺨﺒﺰ “ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ” ﺯﻫﻴﺪ ﺍﻟﺜﻤﻦ ..
ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺩﻋﺎ ﻟﻘﺴﻤﺔ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺭﻏﻴﻔﺔ !! ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺘﺪﺭﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺭﻏﻴﻔﺎً ﺑﻤﺎﺋﺔ ﺟﻨﻴﻪ ﻭﺁﺧﺮ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺟﻨﻴﻬﺎً .. ﻭﺟﺪ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺪﺓ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺔ ﻭﻗﺪﻣﺖ ﺩﻓﻮﻋﺎﺕ ﺗﺒﺮﺭ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻭﺯﻧﻪ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺻﻐﺮ ﺃﺳﺮﺓ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺪ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺭﻏﻴﻒ ﺍﻟﺤﺸﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺗﺪﺧﺮ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻀﻊ “ ﺭﻏﻴﻔﺎﺕ ” ﻹﻓﻄﺎﺭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ .. ﺭﻓﺾ ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﺃﺭﻫﻘﻪ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻣﺨﺒﺰ ﻣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻮﺵ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﺨﺒﺰ ﻳﺼﻨﻊ ﺭﻏﻴﻔًﺎ ﺟﻴﺪﺍً ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺮﻭﺍﺩ ﺍﻟﺤﻮﺵ .. ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﺭﻓﺾ ﻣﺒﺪﺃ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺳﻘﻒ ﺃﻋﻠﻰ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻌﺪﺩ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ‏( 70 ‏) ﺭﻏﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..
ﻓﺘﺎﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﺃﺿﻔﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﺭﺍً ﻭﺣﺸﻤﺔ ﺳﺎﻧﺪﺕ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺇﻻ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻳﺤﺮﺭ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﻭﺍﻟﺠﺎﺯﻭﻟﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻨﺰﻳﻦ .. ﻭﺍﺣﺘﺪﻡ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻋﻦ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺃﻭ ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺄﺛﺮ ﺑﻨﺴﺒﺔ %47 ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻡ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ %53 ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﺒﺪﺃ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻌﺪ ﺑﺴﻌﺮ ﺍﻟﺮﻏﻴﻔﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ !!
ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺷﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﻟﺮﻓﻀﻬﻦ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﺍﻟﻜﺴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺻﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﻴﺪﺓ .. ﻭﺗﺼﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺛﻮﺑﺎً ﺃﺑﻴﺾ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺻﺔ ﻭﺍﻟﻜﺴﺮﺓ ﻛﻠﻔﺘﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ‏( ﻋﻮﺍﺳﺔ ‏) ﺍﻟﻜﺴﺮﺓ ﻭ ‏( ﺻﻮﺍﻃﺔ ‏) ﺍﻟﻌﺼﻴﺪﺓ !!
ﻟﻴﺖ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻱ ﻳﺼﻐﻮﻥ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻨﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ .. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻮﻝ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ﻭﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻲ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺒﺰ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻌﺎﻓﻰ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺑﻼﺩﻧﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻧﻈﺮ ﻭﻗﺪﺭ ﺑﺄﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺳﺘﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ..
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﺗﻤﻠﻚ ﺳﻨﺪﺍً ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً .. ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺫﻟﻚ ﺑﻐﻴﺮ ﺟﺮﺍﺣﺎﺕ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻟﻴﺘﻌﺎﻓﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد