ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ
ﻣﺘﻰ ﻳﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ “ ﺗﺼﻔﻴﺮ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ !”
ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺭﻓﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ، ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ 30 ﻳﻮﻧﻴﻮ 1989 ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﻭﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻭﻳﺴﺮ .. ﻗﺮﺍﺭ ﺷﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧﻔﻀﺖ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻟﻠﻨﺼﻒ .
ﺍﻵﻥ ﻭﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻻ ﺯﻟﻨﺎ ﻧﺘﺎﺑﻊ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ ( ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ) ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻬﺎ ﻣﺸﻜﻮﺭﺍ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﻋﺎﺩﻝ ﺑﺸﺎﻳﺮ ﺑﻞ ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .. ﻭﻗﺪ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺣﺼﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﻣﻊ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺩﺕ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ .. ﺑﻞ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺗﻢ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ..
ﻭﻣﻨﺬ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺳﺮﺕ ﻓﺮﺣﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﻋﻤﺘﻬﻢ ﻓﺮﺣﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻭﺗﻔﺎﺅﻝ ﺑﻤﺸﺮﻕ ﻓﺠﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻄﻮﻱ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ .
ﻭﻃﻮﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺃﺗﻠﻘﻰ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺼﺒﺮﻭﻥ ﺑﺄﻳﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ..
ﻻ ﺷﻚ ﻟﺪﻱ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﻪ ﻭﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺑﺄﻋﺠﻞ ﻣﺎ ﺗﻴﺴَّﺮ، ﻟﻜﻨﻲ ﺍﻵﻥ ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺣﺚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ، ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﻣﻦ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺗﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ .. ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﻧﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻟﻌﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ 19 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2019 ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺧﺎﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻭﺷﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﻧﺎﺩﺭﺓ .
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻵﻥ ﺧﻠﻒ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺃﺷﺮﺍﺭﺍ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻠﺔ .. ﻫﻢ ﺗﻜﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻣﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺴﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ .. ﻭﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﻫﻢ ﺍﻵﻥ ﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﺴﺎﻫﻤﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ..
ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺳﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ .. ﻭﻳﻘﻴﻨﻲ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﻔﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ .. ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﻗﻄﻌﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ “ ﺍﻟﺒﻨﻘﻮ ” ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ؟
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺷﻤﺎﻋﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺗﺰﺩﺣﻢ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻟﻜﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﺃﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﺠﻴﻞ ﺑﺎﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ .
ﻭﻷﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﺸﻌﺮ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻧﺰﻻﺀ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺃﺳﺮﻫﻢ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻫﻢ ﻟﻦ ﺗﻔﺘﺮ ﻫﻤﺘﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺮﺍﻫﻢ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻳﻌﺎﻧﻘﻮﻥ ﺿﻮﺀ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ .
ﻫﻢ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻧﻘﻨﺎ