صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻣﺎﺫﺍ ﺩﻫﺎﻧﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ !

14

ﺯﻓﺮﺍﺕ ﺣﺮى
ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﺼﻄﻔﻲ
ﻣﺎﺫﺍ ﺩﻫﺎﻧﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ !

ﺍﻃﻠﻌﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻓﺎﺿﺤﺔ ﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺜﻠﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺗﺤﻒ ﺑﻬﻢ ﻭﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺷﺒﺎﻩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﺸﻌﺮ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﺗﺘﻘﺰﺯ ﻣﻦ ﻣﻈﻬﺮﻫﻢ ﺍﻷﻧﺜﻮﻱ ﺍﻟﺸﺎﺫ، ﻛﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺁﺧﺮ ﻣﺘﺪﺍﻭﻝ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﺃﻓﺰﻋﻨﻲ ﻭﺭﻭﻋﻨﻲ، ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﻪ ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺑﺘﺪﺧﻴﻦ ﺳﻴﺠﺎﺭﺓ ﺑﻨﻘﻮ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻸ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺛﻢ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﻓﻢ ﻃﻔﻞ ﺭﺿﻴﻊ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺃﺧﺮﻳﻦ .. ﻣﺸﻬﺪ ﻳﺪﻣﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻳﺜﻴﺮ ﺍﻻﺷﻤﺌﺰﺍﺯ ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﻴﺔ ﻻ ﻳﺸﻲ ﻣﻈﻬﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺷﻮﺍﺭﻉ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻣﻨﺎﺧﺎً ﺃﺳﺮﻳﺎً ﻣﺄﺯﻭﻣﺎً، ﺷﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﻱ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻤﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﺸﺮﻋﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﻓﻬﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺎﻓﻬﺎﺕ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀﻭﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺨﺸﻮﺍ ﻋﻘﺎﺑﺎً ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺎﻡ ﺍﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺤﺘﻜﻢ ﺍﻟﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ !
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﺒﻨﻘﻮ، ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺑﻼ ﻋﻘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻭ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﻟﻜﻦ !
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﻧﺤﻦ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻧﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺤﻤﻠﺔ ﺷﻌﻮﺍﺀ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﺛﻮﺍﺑﺘﻪ .
ﻧﻌﻢ .. ﺇﻧﻬﺎ ﺣﻤﻠﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻹﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺠﺮﻑ ﻭﻳﺮﺗﻤﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺧﺒﺜﻬﺎ ﻭﻧﺘﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ .
ﻓﺘﻴﺎﺕ ﻻﺑﺴﺎﺕ ‏) ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻦ ‏( ﻳﺨﺮﺟﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻭﻫﻦ ﻳﺤﻤﻠﻦ ﻻﻓﺘﺎﺕ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﺈﻧﻬﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺷﺰﺍﺕ ﻟﻦ ﻳﺤﺘﻤﻠﻬﻦ ﺯﻭﺝ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺤﺮﺭﻩ ﻭﺍﻧﺤﻄﺎﻃﻪ ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻌﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻤﺠﺒﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻋﻮﺟﻬﻦ ﻭﻧﺰﻗﻬﻦ .
ﻻ ﺃﻇﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﺴﻮﺍ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ‏) ﺷﺒﺎﺏ ﺗﻮﻙ ‏( ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺎﺭ ﺿﺠﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻓﻴﻪ ﻭﺋﺎﻡ ﺷﻮﻗﻲ ﻋﻦ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﻟـ ‏) ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‏( ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﻓﺾ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ‏) ﺭﺟﻼً ﺍﻭ ﺍﻣﺮﺃﺓ ! ‏( ﺛﻢ ﺗﺼﺪﻯ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ !
ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﺴﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻡ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻭﻫﻦ ﻳﻜﺘﺒﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ : ‏) ﻛﺮﺍﻣﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻋﺬﺭﻳﺘﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ !) ﻳﻜﺘﺒﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﻌﺮﺿﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ، ﻓﻲ ﺟﺮﺃﺓ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ : ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﺖ ﻫﺬﻩ ‏) ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ‏( ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ؟ !
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺣﺼﻲ ﻭﻟﻮ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻤﺎ ﺗﻔﺮﻱ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺑﻪ ﺃﻛﺒﺎﺩﻧﺎ ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺗﺤﺪٍ ﻟﻜﻞ ﻗﻴﻤﻨﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ‏) ﻟﻮ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺘﺎﺭﻳﺴﻨﺎ ﻟﻘﻄﻌﻨﺎﻫﺎ !)
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻬﺪﻩ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻔﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺭﺛﻨﺎﻫﺎ ﺃﺑﺎً ﻋﻦ ﺟﺪ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﻠﻨﺎ ﻧﻔﺎﺧﺮ ﺑﻬﺎ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻣﻴﺰﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ، ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﻏﺮﻳﺐ ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﺇﻟﻐﺎﺀ ‏) ﺟﻤﻴﻊ ‏( ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻟﺸﺮﻋﻨﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻬﺮ ﻭﺇﺑﺎﺣﺔ ﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﻴﻦ ﻭﺇﻧﻬﺎﺀ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ! ﻳﺤﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﺜﻼً ﻻ ﺗﻄﻠﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ، ﺍﺫ ﺗﺤﺮﻡ ﻣﺜﻼً ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ !
ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺍﻟﻰ ﺧﺒﺮ ﻗﺮﺃﺗﻪ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ‏) ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ‏( ﺍﻟﻠﻨﺪﻧﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : ‏) ﺷﺮﻃﺔ ﻟﻨﺪﻥ ﺗﻨﺼﺢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺎﻟﺤﺸﻤﺔ ﺗﺠﻨﺒﺎً ﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ‏( . ﻛﻤﺎ ﺃﺩﻋﻮﻫﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻨﺤﺴﺎﺕ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺮﺑﻜﻢ ﻫﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻣﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺘﻪ ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻣﺠﺴﺪﺍً ﻓﻲ ﻭﻛﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺍﻟﻰ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭﺝ ﻟﻪ ﻭﺗﺪﻋﻤﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻦ ﻳﺘﺴﻴﺪﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺛﻢ ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ‏) ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ ‏( ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﻴﺰﺕ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺩﻭﻟﻲ ﺿﺨﻢ .. ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺆﺷﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺰﻡ ﺑﻨﻮ ﻗﺤﺘﺎﻥ ﺇﻧﻔﺎﺫﻩ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺛﻢ ﺃﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺑﻨﻲ ﻗﺤﺘﺎﻥ ﻭﻣﺠﻠﺴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻱ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻭﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻟﻴﺸﻐﻠﻮﺍ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ، ﻧﺬﻳﺮﺍً ﺑﺸﺮ ﻣﺴﺘﻄﻴﺮ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺑﺔ ﺑﺄﻣﺜﺎﻟﻬﻢ؟ ﻭﻫﻞ ﺃﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﺸﺮ ﻭﺯﻳﺮ ﻋﺪﻟﻨﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺛﻢ ﻳﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ‏) ﺍﻟﻤﺮﻳﺴﺔ ‏( ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ‏) ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ‏( ﻭﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻭﺯﻳﺮ ‏) ﺩﻳﻨﻨﺎ ‏( ﺑﺄﻫﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﺃﺭ ﻛﺒﺎﺭ ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻤﺎﻥ ‏) ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮﻥ‏( ﻋﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻰ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻌﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﺷﺮﻃﺎً ﺩﻭﻧﻪ ﺧﺮﻁ ﺍﻟﻘﺘﺎﺩ؟ !
ﺃﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺸﻮﻫﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ؟ !
ﻳﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﺑﻞ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .. ﻗﻮﻣﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﺟﺒﻜﻢ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﺇﺭﺿﺎﺀ ﺭﺑﻜﻢ ﺃﻣﺮﺍً ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻧﻬﻴﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ . ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﺴﺎﺀﻟﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺏ ﻳﺮﻗﺐ ﻭﻳﺤﺎﺳﺐ . ﻓﻬﻼ ﺫﺩﺗﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد