صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ .. ﻭﻛﻮﺭﺍﻝ ﺍﻟﻤﺤﺮﺿﻴﻦ ..

21

ﻋﻠﻰ ﻛﻞ

ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ
ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ .. ﻭﻛﻮﺭﺍﻝ ﺍﻟﻤﺤﺮﺿﻴﻦ ..

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻭﺍﻟﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺳﻨﺎﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﺑﺈﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ، ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﺠﺎﻻً ﺣﻮﻝ ﻫﻼﻝ ﻣﺮﻳﺦ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻔﺶ ﺍﻟﻐﺒﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﺠﺐ، ﺃﻭ ﺗﺒﺮﺋﺔ ﺃﻃﻬﺮ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻄﺢ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻋﻨﺰﺗﺎﻥ .
ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺟﺪﻻً ﺑﻴﺰﻧﻄﻴﺎً ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﻣﻐﻠﻮﺏ، ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﺬﺏ ﻭﻻ ﺗﺘﺠﻤﻞ ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻭﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻮّﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻭ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ .
ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻋﻦ ﻛﺎﺭﺛﻪ ﺣﺮﻳﻖ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﺑﺄﺑﻲ ﻧﻌﺎﻣﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﻔﻮﻳﺞ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﺯﺭﺍﻓﺎﺕ ﻭﻭﺣﺪﺍﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻛﻨﺎ ﻣﺒﺪﺋﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺮﺻﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺠﻼﺀ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ، ﺣﻮﻝ ﻣﺎﺫﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﺭﺍﻋﺔ ‏) ﺍﻟﻘﻄﻦ RR ‏( ﻭﺍﻟﻤﺒﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻴﻪ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ، ﻭﺗﻘﺘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ، ﻭﻃﺎﻟﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﺮﺭﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻨﻴﻨﺎ ﺃﻱ ﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ .
ﺃَﺩِﻧﺎ ﻭﺑﺎﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻉ ﻟﺠﻮﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻷﺧﺬ ﻣﺎﻳﺮﺍﻩ ﺣﻘﺎً ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺛﺒّﺘﻨﺎ ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﻣﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺃَﺩِﻧﺎ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻬﻤﺠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺑﻪ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻣﻦ ‏) ﻗﺮﻳﺔ ﻗﻨﻮﻓﺔ ‏( ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﻫﻢ ﻳﻀﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺗﺼﻞ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ‏) 20 ‏( ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻳﺘﺴﺒﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺟﻨﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﺪﻳﻢ .
ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺘﻘﺼﻲ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﻭﺍﻟﻤﺒﻴﺪﺍﺕ ﻻ ﺗﺤﺪﺙ ﺃﻱ ﺿﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﺔ، ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻧﺘﺤﻔﻆ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻭﻻ ﻧﻮﺩ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎً ﻟﺬﻭﺍﺗﻨﺎ ﻭﻣﻬﻨﺘﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻨّﻮﺍ ﺳﻜﺎﻛﻴﻨﻬﻢ ﻟﻺﺟﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻹﻗﻼﻉ ﻋﻦ ﺷﻴﻄﻨﺔ ﺯﻣﻼﺋﻬﻢ، ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺎﺭ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻭﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﻧﺤﺮﺭ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﻧﺴﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ ﺑﺮﺃﺕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻧﺎﺕ، ﻭﻫﻞ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺳﻘﻮﻓﺎﺕ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ؟ .!
ﺃﺣﺰﻧﻨﻲ ﺟﺪﺍً ﺍﺳﺘﺒﺴﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻫﺠﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺣﺮﻗﻪ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻙ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺍﻹﺩﺍﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ .
ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻔﺶ ﻏﺒﻴﻨﺘﻬﻢ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ ﻣﺎﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ ﻭﺗﺼﻴﺐ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ .
ﻗﺮﺍﺭ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻉ، ﻭﺍﻥ ﺟﺎﺀ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً، ﺧﻄﻮﺓ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﺮﺩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻬﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺍﻧﺼﺎﻑ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﺫﻯ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺣﺮﻕ ﺁﻟﻴﺎﺗﻪ ﻭﻣﺤﺎﺻﻴﻠﻪ، ﻣﻤﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺃﺿﺮﺍﺭﺍً ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﺄﻃﺮﺍﻑ ﻋﺪﻳﺪﺓ !
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ، ﻃﻤﺄﻥ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ .
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ، ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺪﺍﻫﺎ ﺍﻷﺥ ﺃﻳﻤﻦ ﻛﺒﻮﺵ ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺮ، ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﺠﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﺘﻮﺻﻴﻞ ﺭﺅﻳﺘﻪ – ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ – ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﻗﻠﻢ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﻻ ﻳﺠﻨﺢ ﻟﻠﺘﺨﻮﻳﻦ ﻭﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭ ﻣﺎﻳﺮﺩﺩﻩ ﻛﻮﺭﺍﻝ ﺍﻟﻤﺤﺮﺿﻴﻦ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد