صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺩﻋـــﻮﺓ ﻟﻠﺘﺴـــﻠﻴــﺢ

12

ﺧﻠﻒ ﺍﻻﺳﻮﺍﺭ

ﺳﻬﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ

ﺩﻋـــﻮﺓ ﻟﻠﺘﺴـــﻠﻴــﺢ

ﻗﺎﺑﻠﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ، ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﻨﻔﻮﺵ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﺍﻟﺨﻼﻝ ﻭﺍﻟﺴﺪﻳﺮﻱ ﻟﺘﻜﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺃﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﺴﻜﻮﻧﺎً ﺑﺎﻟﺘﻀﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ، ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻗﻠﻘﺎً ﻣﻬﺠﺴﺎً ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ‏) ﺍﻟﺴﻼﺡ ‏( .
ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﻭﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺑﺪﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻟﻢ ﻳﺨﻔﻴﺎ ﻧﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺗﺘﺨﻠﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﻓﺎﻳﺮﻭﺱ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻛﻠﻴﺎً ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺑﺾ ﺑﺎﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ .
ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺂﻻﺕ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺟُﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻭ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ .
ﺃﺻﺪﻗﻜﻢ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻟﻘﺪ ﺍﻧﻘﺒﺾ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﻤﻊ ﻟﺤﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﻋﺰﻣﻪ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻫﻲ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻟﺤﺮﺏ ﻟﻦ ﺗﺒﻘﻲ ﻭﻟﻦ ﺗﺬﺭ .
ﺇﻥ ﺧﺮﻭﺝ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺨﺪﻋﻬﺎ ﺍﻭ ﺳﻴﻒ ﻣﻦ ﻏﻤﺪﻩ، ﻛﺎﻑٍ ﻹﺷﻌﺎﻝ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻦ ﺗﻨﻄﻔﺊ ﺇﻻ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺃﻭﺭﺍﻫﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﺼﺤﺒﻨﺎ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﺆﺟﺠﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻠﺰﺟﺔ .
ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻜﻢ، ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻻ ﺗﺸﺒﻬﻜﻢ، ﻭﺍﻟﺘﻘﺘﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺪ ﻻ ﻳﺄﻟﻔﻜﻢ، ﻭﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻻ ﺗﻨﺎﺳﺒﻜﻢ، ﻭﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻐﻞ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﻀﺎﺭﺑﻜﻢ .
ﺃﻧﺘﻢ ﺭﺋﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘﻨﻔﺲ ﻋﺒﺮﻫﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺑﻮﺍﺑﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﺮﻋﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ .
ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻋﻤﻖ ﺟﺬﻭﺭﻩ ﻭﺣﻀﺎﺭﺗﻪ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺟﺒﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻮﺿﻲﺀ ﺟﻤﺎﻻً ﻭﻓﻨﺎً ﻭﺃﺑﺪﺍﻋﺎً .
ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺘﻮﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﻧﺤﺘﺴﻲ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺑﻄﻌﻢ ﺍﻟﻘﺮﻧﻔﻞ ﻭﺍﻟﺠﻨﺰﺑﻴﻞ ﻭﺍﻟﻬﺒﻬﺎﻥ ﻣﻌﺎً، ﻭ ﻭﻫﺒﺘﻤﻮﻧﺎ ﺻﻚ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﺒﻮﺍﺑﺔ ﺳﻮﺍﻛﻦ، ﻭﻏﺴﻞ ﺧﻮﺍﻃﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻨﻌﺴﺎﻥ . ﻭﺟﻌﻠﺘﻢ ﻟﻠﺸﻮﺍﺀ ﺭﺳﺎﻟﺔ، ﻭﻟﻸﺳﻤﺎﻙ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎً ﻭﻟﻠﺸُّﻌﺐ ﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻴﺔ ﻫﻮﻳﺔ .
ﺇﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﺨﺪﻋﻜﻢ ﺣﺎﻣﻠﻮ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻹﻃﻼﻟﺔ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺨﺮﺑﺔ، ﺇﻧﻬﻢ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻣﻠﻮﻙ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ، ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺠﻠﺴﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﻳﺘﺴﻜﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺸﺎﻧﺰﻟﺰﻳﻪ ﻭﻫﻢ ﻳﺤﺘﺴﻮﻥ ﺍﻟﻔﻮﺩﻛﺎ، ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺘﻄﻮﻝ ﻭﺗﻤﺘﺪ ﻣﺘﻌﺘﻬﻢ ﻭﺗﻨﺘﻔﺦ ﺟﻴﻮﺑﻬﻢ ﻭﺗﻤﺘﻠﺊ ﺃﺭﺻﺪﺗﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺯﻫﻘﺖ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ .
ﺩﻋﻮﺓ ﻧﻄﻠﻘﻬﺎ ﻟﻠﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ‏) ﺩﻋﻮﺓ ﻟﺤﺐ ﺍﻟﺸﺮﻕ ‏( ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻦ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﻫﻨﺎﻙ .. ﻭﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻷﻗﺎﻣﺔ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻟﻠﺤﺐ ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺘﻘﺘﻴﻞ ..
ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻮﺭ
ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺍﻟﺤﺐ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد