ﻋﻠﻲ ﻛﻞ
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ
ﺧﻂ ﺃﺣﻤﺮ !!
ﺗﻠﻘﻴﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺎﻛﺘﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺃﻣﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﺒﺠﻴﻞ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ .
ﺳﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﻃﻴﻔﺎً ﻭﺍﺳﻌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻭﻗﻮﻣﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﻻ ﻳﺮﻯ ﺳﻮﺍﻩ ﺑﺪﻳﻼً ﻹﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ .
ﺍﻃﻤﺄﻧﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻄﺮﻩ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻨﺎ، ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻪ ) ﺧﻂ ﺃﺣﻤﺮ ( ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﻭﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ .
ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺒﻼﻏﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ) 40 ( ﺃﻟﻒ ﺑﻼﻍ ﻳﺸﻜﻞ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻣﺨﻴﻔﺎً ﻣﻊ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ،ﻭﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭﻧﻮﻋﻴﺘﻬﺎ، ﻧﺸﺎﻁ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﻘﺮﺯ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ، ﺍﻟﺴﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻭﻋﻴﺎً ﺇﺿﺎﻓﻴﺎً ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺣﻜﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .
ﺃﺷﻌﺮ ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﻬﺎﺕ ﺗﺮﺗﺐ ﻟﺨﻠﻖ ﻓﺠﻮﺓ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﺗﻤﻬﺪ ﻟﻔﻮﺿﻰ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺗﺨﺪﻡ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻟﺠﻬﺎﺕ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﺍً ﻭﻻ ﺳﻼﻣﺎً .
ﺣﺴﻨﺎً ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻋﺒﺮ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ) ﻋﻀﻼﺗﻬﺎ ( ﻭﺗﻨﺒﺊ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﻮﺓ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻟﻠﺤﺴﻢ ﻭﺍﻟﺮﺩﻉ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻟﻺﺳﻬﺎﻡ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﻨﻔﺴﺘﻮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ .
ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﺒﺪﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ، ﺇﺫ ﺇﻧﻪ ﻭﺧﻼﻝ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺗﻢ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺤﺪﺙ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ .
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﺒﺎﻃﺆﺍً ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺃﻭﻻً ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺤﺴﺎﺱ، ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻻﺳﺘﻔﺰﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻟﻤﻨﺴﻮﺑﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺍﻣﻨﺤﻮﻫﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻭﺍﻃﻠﻘﻮﺍ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻋﻴﺪﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﻋﺰﺗﻬﺎ ﻭﺳﻼﺣﻬﺎ ﻭﺳﺘﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻛﻢ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ) ﺧﻂ ﺃﺣﻤﺮ ( ﻻ ﺗﺘﻬﺎﻭﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺴﻢ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﻳﺤﻘﻖ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺟﺪﺍً ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺒﺪﻳﻞ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ ﻫﻮ ﺍﻧﻔﺮﺍﻁ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺒﻘﻲ ﻭﻻ ﻳﺬﺭ، ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺭﺍﺳﻠﻮﻧﻲ