صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺣﺪﻳﻘﺘﻚ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ

28

اندياح
داليا الياس
ﺣﺪﻳﻘﺘﻚ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ

٭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺻﻼﺗﻬﻢ ﻭ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ ﻭ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻗﺮﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ﻣﻨﻚ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻚ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺘﻚ ﻭﻫﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﻭﻫﻦ ﻭ ﺗﻜﻔﻠﺖ ﺑﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻚ ﻭ ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻔﻚ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺮﺗﻪ ﺑﻤﻞﺀ ﺇﺭﺍﺩﺗﻚ ﻟﺘﻘﺎﺳﻤﻪ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﻗﻠﺒﻚ ﻭ ﺗﺴﻜﻨﻪ ﺭﻭﺣﻚ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎً ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻚ !!
٭ ﻓﺜﻤﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻣﺤﻈﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺭﻭﺣﻚ ﺗﻈﻞ ﻋﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﺳﻮﺍﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﻠﻴﺎً ﺩﻭﻥ ﻗﺸﻮﺭ ﺃﻭ ﺃﺻﺒﺎﻍ ﺃﻭ ﺃﻛﺎﺫﻳﺐ ﺗﻐﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻚ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﺑﻜﻞ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻗﺒﺤﻬﺎ ﻭ ﺗﻀﻦ ﺑﻤﻔﺘﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ !
٭ ﺛﻤﺔ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺳﻮﺍﻙ ﻭ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﺋﻜﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﺗﺪﻟﻒ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺣﺪﻙ ﻭ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺑﻴﻦ ﺃﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ﻭﺣﺪﻙ ﻟﺘﻠﺘﻘﻲ ﺫﺍﺗﻚ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ..
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺷﺎﺋﻚ ﺗﺤﻔﻪ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺎﻫﺎﺕ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﺭﻃﺘﻪ ﺇﻻ ﺇﻧﺴﺎﻧﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﺹ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻤﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﺍﻟﻔﻄﺮﻱ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺴﺒﺮ ﺃﻏﻮﺍﺭﻙ ﻭ ﻓﻀﺢ ﺃﺳﺮﺍﺭﻙ ﻭ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮﻙ ﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻙ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻄﺎﻟﻬﺎ ﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻧﻖ ﻭ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ !
٭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺃﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻛﻞ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﻭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺇﺫ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﻐﺮﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﺰﻫﻮ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻴﺘﺔ ﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻄﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺣﻘﻴﻘﺘﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .
٭ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺘﻮﺍﺟﻪ ﻭﺣﺪﻙ ﻋﻴﻮﺑﻚ ﻭ ﺃﺣﻘﺎﺩﻙ ﻭ ﺳﻠﻮﻛﻚ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﻭ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺗﻚ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﻭ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺗﻚ ﻭ … ﻭ … ﻭ … ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺸﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻨﻤﻨﻤﺔ ﻭ ﺗﺪﺭﻙ ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮ ﻭ ﺣﻘﻴﺮ ﻭ ﻗﺒﻴﺢ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ !!
٭ ﻭ ﻻﺣﻘﺎً ﻣﻬﻤﺎ ﺻﻔﻖ ﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﺤﻘﻪ !
٭ ﻭ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﺭ ﻟﻚ ﺃﻫﻤﻴﺘﻚ ﻭﻋﻠﻮ ﺷﺄﻧﻚ ﺳﺘﺮﺩﻙ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺩﺍً ﺟﻤﻴﻼً ﻭ ﺗﺬﻛﺮﻙ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻚ ﻓﺘﻌﻴﺪ ﻟﻚ ﺗﻮﺍﺯﻧﻚ ﺳﺮﻳﻌﺎً .
٭ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﺑﺸﺮﺍً ﺳﻮﻳﺎً ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﺳﻮﻳﺎﺀ ﻳﺘﻌﺎﻣﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭ ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮﻥ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻴﺠﺮﻓﻬﻢ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﺍﺋﻒ ﻭﻳﻠﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻬﻠﻜﺔ ﻭ ﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﺳﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
٭ ﻓﺎﺣﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻳﺔ ﺩﺍﺧﻠﻜﻢ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺗﺠﻮﻟﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺘﻤﻌﻨﻴﻦ ﻭ ﻣﻬﺘﻤﻴﻦ ﺃﻋﻴﺪﻭﺍ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺑﻌﺾ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺗﻠﻤﺴﻮﻫﺎ ﺑﺮﻓﻖ ﻭ ﺃﺭﻛﻨﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﻭﺩ ﻭ ﻻ ﺗﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻜﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﺩﻭﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭ ﻻ ﺗﺘﺤﻮﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺎﻋﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺃﺷﻼﺀ ‏« ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻳﺼﻌﺐ ﺭﺗﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ !

٭ ﺗﻠﻮﻳﺢ :

ﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻚ ﻇﻦ ﻭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻳﻘﻴﻦ ﻓﺈﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻟﻈﻦ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ !

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد