صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨٌﻈّﺎﺭ

72

ﻧﺒﺾ ﺍﻟﻮﻃﻦ
– ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺘﺎﻱ
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨٌﻈّﺎﺭ

ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺗﺴﺘﻘﻮﻱ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﺿﻌﻒ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻜﻤﻪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺗﻠﻚ ﺗﺼﻨﻌﻬﺎ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻤﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻱ ﻭﺃﻋﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻓﺮﻕ ﺗﺴﺪ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ، ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺃﻟﻐﺖ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻻﻧﻪ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺗﺤﻮﻝ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﺣﻜﻢ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﻫﻢ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻧﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺒﺚ، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﻭﻧﻘﻬﺎ ﻭﻫﻴﺒﺘﻬﺎ ﻭﺇﺭﺛﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻜﻠﺔ .. ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﺳﻬﺒﺖ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺣﻤﻴﺪﺗﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﺳﺮﺩﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎً ﺩﻗﻴﻘﺎً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ .
ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺰﻭﻝ ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﻄﻮﻕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺿﺮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺃﺑﻮ ﺣُﺠﺎﺭ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﺩﺕ ﻋﻤﻮﺩﻳﺎﺕ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻭﺍﻧﺘﻔﻀﺖ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺳﺤﺒﺖ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺑﻮﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺇﻃﺎﺣﺘﻪ ﻭﻧﺼﺒﺖ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺑﻮ ﺭﻭﻑ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﻨﺼﻴﺒﻪ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎً ﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ﻗﻮﻣﻴﺎً ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ﺍﺣﺘﺸﺪﺕ ﻟﻪ ﺁﻻﻑٌ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻭﺗﺪﺍﻋﺖ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﻧﻈﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﻤﻮﺩﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﻗﺒﺎﺋﻠﻬﺎﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﻮﺳﻂ .
ﻭﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ﺍﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﻫﻮ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ، ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻠﺤﻤﺔ ﺑﻄﻮﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﻜﻢ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﺍﻥ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻋﻤﻮﺩﻳﺎﺕ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﺑﻮ ﺣﺠﺎﺭ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣُﻠﻬﻤﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻟﻠﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻱ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺍﻧﻪ ﺣﺪﺙ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻧﺘﻮﻗﻊ ﺍﻥ ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﺭﻳﺎﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻯ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺭﺍﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺩﻩ ﺍﻻﺑﻄﺎﻝ ، ﻟﻨﺒﻨﻲ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ .. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻗﺴﻤﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﻠﻚ ..
ﻧﺒﻀﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ :
ﺿﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺛﻖ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد