صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺩﻱ ﻋﻘﺪﺗﻨﺎ !

10

ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ

ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻼﻝ
‏ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺩﻱ ﻋﻘﺪﺗﻨﺎ !

-1-
ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢَّ ﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺰﻳﺔ .
ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ، ﺷﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﺍ ﺑﻤﺆﺳﺲ ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻬﺎﺗﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ، ﻷﺧﺬ ‏) ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ‏( ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ !
ﻣﻬﺎﺗﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻋﻘَﺪَ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﺤﺎﺿﺮﺍﺕ، ﻟﻌﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮﻥ ﺍﻟﺪﺭﺱ، ﻭﻳﻀﻌﻮﻥ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ .
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻤُﺤﺎﻭِﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻈﻔﻴﺮﻱ ﺑﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ، ﻣﻬﺎﺗﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻦ ﻣُﺤﺎﻭﻻﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺰﻳﺔ، ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔٍ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ؛ ﺃﺷﺎﺭ ﻣﻬﺎﺗﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻋﺪﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺰﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺗﺒﻮﺀ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ !
-2-
ﺗُﻮﺟﺪ ﻇﺎﻫﺮﺓٌ ﻏﺮﻳﺒﺔٌ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ﻋﺎﻣَّﺔً، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﻋﻤﻰ، ﻭﻣُﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﻨﺴﺎﺥ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﻭﺿﻊ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭٍ ﻟﻠﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻤَﺎﻳِِﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊٍ ﻭﺁﺧﺮ .
ﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩٌ ﻛﺴﻮﻝٌ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﺠﺎﺡٍ ﺳﺮﻳﻊٍ ﺑِﻄﺎﻗﺔٍ ﺃﻗﻞ ﻓﻲ ﺯﻣﻦٍ ﺃﻗﺼﺮ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺇﺫﺍ ﻧﺠﺢ ﺃﻱُّ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﺠﺎﺭﻱ ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﺗُﻘَﺪِّﻡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ .
ﻭﻣﻊ ﺗﻌﺪّﺩ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻳﻔﺸﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤُﺒَﺎﺩِﺭ ﻭﻳﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ؛ ﻓﻤﻊ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ ﻳﻘﻞّ ﺍﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ ﻭﻳﺤﺪﺙ ﺍﻻﺧﺘﻨﺎﻕ !
ﺑﺬﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻻﺳﺘﻨﺴﺎﺧﻴَّﺔ ﺗﻔﺸﻞ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤُﺸَﺎﺑَﻬﺔ، ﻻ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﻭﻯ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﻓﺮﺹ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺮﺯﻭﺍ ﺗﻘﺪُّﻣﺎً ﻭﻧﺠﺎﺣﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺩﻭﻟﻬﻢ .
ﻻ ﻧﻨﻘﻞ ﺗﺠﺎﺭﺑﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ، ﻧﻘﻄﺔ ﻭﺣﺮﻑ، ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻭﺩﺭﻭﺱ ﺗُﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭﻓﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ .
ﺍﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺰﻱ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻨﺎ ﻧُﻔﺎﺟﺄ ﺑﺄﻥ ﺟﺎﺭﺗﻨﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ – ﻛُﻨَّﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻏﺎﻓﻠﻴﻦ ﻭﻣُﺴﺘَﻌﻠﻴﻦ – ﺗﺼﻨﻊ ﻣُﻌﺠﺰﺓً ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ .
ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻷﺳﺮﻉ ﻧُﻤﻮُّﺍً ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻓﺲٍ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻴﻦ !
ﻭﻳُﻌﺪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﺍﻷﺳﺮﻉ ﻧﻤﻮَّﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ .
ﻏﺪﺍً ﺭﺑﻤﺎ ﻧﺴﻌﻰ ﻻﻫﺜﻴﻦ ﺑﺄﺣﺬﻳﺔ ﻣُﻤﺰَّﻗﺔ، ﻭﻋﻴﻮﻥ ﺷﺎﺭﺩﺓ، ﺧﻠﻒ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻧﺠﺎﺡ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ !
-4-
ﺃﺗﺎﺡ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻋُﻘِﺪَ ﺑﺄﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ، ﻓﺮﺻﺔً ﻭﺍﺳﻌﺔً ﻟﻨﺎ، ﻛﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ، ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ 2000 ﺗﺮﺯﺡ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﻓﻘﺮ ﻣًﺪﻗﻊ، ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺨﻠﻒ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﻣﺤﻄَّﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ !
ﻣﺎ ﺍﺗَّﻔَﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ، ﺃﻥ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺧﻄَّﺘﻬﺎ ﻟﻠﻨُّﻤﻮِّ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮُّﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﻭﺿﻌﺖ ﺭﺅﻳﺔً ﺑﺄﻭﻟﻮﻳﺔ ﺧﺎﺻَّﺔً ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ .
ﻭﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄَّﺔ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﻭﺩﻋﻢ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺋﺘﻤﺎﻥ، ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺮﻱ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣُﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ .
-5-
ﻓﻲ ﻣُﻨﺘﺪﻯ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻲ، ﻗَﺪَّﻡَ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺟﺪﻱ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ﻭﺭﻗﺔً ﺿﺎﻓﻴﺔً ﺗﺤﻤﻞ ﺭﺅﻳﺔً ﻣُﺘﻜﺎﻣﻠﺔً ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ .
ﻭﺟﺪﻱ ﻟﻪ ﻃﻤﻮﺡٌ ﻛﺒﻴﺮٌ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕٌ ﺛﺮَّﺓٌ ﻓﻲ ﺧﻠْﻖ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺳﻮﻕ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ .
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻭﺗﺤﺪُّ ﻣﻦ ﻓُﺮَﺹِ ﻧﺠﺎﺣﻪ، ﺃﻥ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗُﻐﺎﻣﺮ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﻛﺎﺕٍ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔٍ ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﻣُﺘﻘﻠِّﺒﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴَّﺎً .
-6-
ﻓﻲ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺭﺣﻞ ﻣﻠﻴﺲ ﺯﻧﺎﻭﻱ، ﻭﺟﺎﺀ ﺩﻳﺴﺎﻟﻴﻦ، ﻭﺃﻋﻘﺒﻪ ﺁﺑﻲ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ، ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴَّﺮ .
ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻇﻞِّ ﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺜﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺗﺘﻐﻴَّﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ .
ﺣﻜﻰ ﻟﻲ ﻭﺯﻳﺮٌ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﻟﺘُﺮﻛﻴﺎ، ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪَّﺙ ﻟﻨﻈﻴﺮﻩ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺑﺤﻤﺎﺱٍ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ، ﻭﻋﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻪ .
ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊُ ﺑﻔﺘﻮﺭٍ ﻭﻻ ﻳُﻌﻘِّﺐ، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓٍ ﺗﺤﺪَّﺙ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻭﻗﺎﻝ : ‏) ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻲَّ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﻭﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺘﻘﺪَّﻡ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ؟ ‏( .
ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﻘﻠُّﺐ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ ، ﻭﺗﻐﻴُّﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻣﻊ ﻛُﻞِّ ﻭﺯﻳﺮ، ﻭﺗﺒﺪُّﻝ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ، ﺳﺒﺐٌ ﺃﺳﺎﺳﻲٌّ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣُﻘﺪِّﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ .
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻭﻙ، ﻣُﺘﺨﺼِّﺼﺎً ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ، ﻭﻟﻪ ﺷﺒﻜﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻧﻬﻀﺔ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻛُﺒﺮﻯ .
– ﺃﺧﻴﺮﺍً –
ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴَّﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ، ﻭﺃُﺩﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻓﻠﻦ ﺗُﺤَﻞَّ ﻣﺸﻜﻼﺗﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺳﻨﻈﻞُّ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠُﺐ، ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺣﺒﻞ ﺳﻴَّﺎﺭَﺓٍ ﻻ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍً

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد