صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ..!!

14

قولوا حسنا

ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻋﺮﻭﺓ

ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ..!!

ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥَّ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺭﺛﺖ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﺍً ﻣﻨﻬﺎﺭﺍً ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺭﻙ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻟﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺳﻠﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ من ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺎﺕ ﻟﻴﺸﺘﺮﻱ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻄﺎﻃﺎ ﺃﻭ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻠﻢ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺷﺎﺧﺖ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺸﺎﺭ ﺃﺩﻳﻨﺎﻭﺭ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﻪ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ و ﺗﺰﺍﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺤﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻖ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻭ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﻜﺲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺤﺖ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻭ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻓﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥَّ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ ﺟﺪﺍﺭ ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻱ ﻭ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺣﺪﺕ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻛﻮﻝ ﺃﻥ ﺗﺮﺻﺪ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ..
ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﻌل ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺎﺻﺮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ؟
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻴﻤﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺿُﺮِﺏ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻟﻘﺪ ﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﺭﻏﻢ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﻟﻠﻔﻀﺎﺀ ﻭ ﺗﺮﺳﺎﻧﺘﻪ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻲ ﺃﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺕ ﻭ ﻇﻨﺖ ﺃﻧَّﻬﺎ ﻣﺤﺼﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻷﻥَّ ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧَّﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﺮﻭج ﻣﺤﺼﻨﺔ ﻭ ﻣﺸﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻘﻼﻉ ﻭﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ .. ﻧﺴﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺄﻧﺴﺎﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ .
ﺇﻥَّ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺣﺎﻣﻴﺎً ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺑﻘﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻬﻠﻮﺓ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﻢ ﻭ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺪﺭﺟﻬﻢ ﻭﺗﻜﺸﻔﻬﻢ ﻟﻠﻨﺎﺱ و ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺣﻘﺎً ﺃﻧَّﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﺭﻏﻢ ﺇﺿﺮﺍﺭﻫﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻟﻠﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺤﻠﻞ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﺠﺮﺩ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺍﺳﺮﻕ ﻭ ﺗﻼﻋﺐ ﻭ ﺍﺟﻌﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻣﻮﺍﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﺑﺎﻟﺠﻨﻴﻪ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﺛﻢ ﺗﺤﻠﻞ ..
ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻘﻮﻳﻤﺔ ﻭ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ ﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻭﻥ !!
ﻻ ﺃﺩﻋﻲ ﺃﻥَّ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﺴﺎﺩ ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻗﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﻓﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﻓﺼﻞ ﻭ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﻨﺘﺸﺮﺍً ﻭ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎً ﻣﺌﺂﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ .. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد