قولوا حسنا
ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻋﺮﻭﺓ
ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ..!!
ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥَّ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺭﺛﺖ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﺍً ﻣﻨﻬﺎﺭﺍً ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺭﻙ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻟﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺳﻠﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ من ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺎﺕ ﻟﻴﺸﺘﺮﻱ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻄﺎﻃﺎ ﺃﻭ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻠﻢ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺷﺎﺧﺖ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺸﺎﺭ ﺃﺩﻳﻨﺎﻭﺭ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﻪ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ و ﺗﺰﺍﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺤﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻖ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻭ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﻜﺲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺤﺖ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻭ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻓﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥَّ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ ﺟﺪﺍﺭ ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻱ ﻭ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺣﺪﺕ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻛﻮﻝ ﺃﻥ ﺗﺮﺻﺪ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ..
ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﻌل ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺎﺻﺮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ؟
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻴﻤﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺿُﺮِﺏ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻟﻘﺪ ﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﺭﻏﻢ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﻟﻠﻔﻀﺎﺀ ﻭ ﺗﺮﺳﺎﻧﺘﻪ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻲ ﺃﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺕ ﻭ ﻇﻨﺖ ﺃﻧَّﻬﺎ ﻣﺤﺼﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻷﻥَّ ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧَّﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﺮﻭج ﻣﺤﺼﻨﺔ ﻭ ﻣﺸﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻘﻼﻉ ﻭﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ .. ﻧﺴﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺄﻧﺴﺎﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ .
ﺇﻥَّ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺣﺎﻣﻴﺎً ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺑﻘﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻬﻠﻮﺓ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﻢ ﻭ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺪﺭﺟﻬﻢ ﻭﺗﻜﺸﻔﻬﻢ ﻟﻠﻨﺎﺱ و ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺣﻘﺎً ﺃﻧَّﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﺭﻏﻢ ﺇﺿﺮﺍﺭﻫﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻟﻠﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺤﻠﻞ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﺠﺮﺩ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ :
ﺍﺳﺮﻕ ﻭ ﺗﻼﻋﺐ ﻭ ﺍﺟﻌﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻣﻮﺍﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﺑﺎﻟﺠﻨﻴﻪ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﺛﻢ ﺗﺤﻠﻞ ..
ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻘﻮﻳﻤﺔ ﻭ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ ﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻭﻥ !!
ﻻ ﺃﺩﻋﻲ ﺃﻥَّ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﺴﺎﺩ ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻗﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﻓﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﻓﺼﻞ ﻭ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﻨﺘﺸﺮﺍً ﻭ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎً ﻣﺌﺂﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ .. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ..