@ يوم أمس الاثنين كان يوما مشهودا ، أعاد ذاكرة الثورة السودانية ، جسده العاملون بوزارة الزراعة و الغابات الاتحادية الذين نفذوا وقفة احتجاجية نوعية بشارع الجامعة قبل أن ينتظموا داخل قاعة الاجتماعات الكبرى ليخاطبهم الوزير . الوقفة بقيادة قوى الحرية و التغيير و اللجنة التسيرية لنقابة عمال وزارة الزراعة و الغابات التي اصدرت بيانا للعاملين اوضحت فيه ان بقايا النظام ما تزال تسيطر على مفاصل الوزارة بقيادة و كيل الوزارة الذي وصفوه بأنه أحد رموز النظام الفاسد ، بوقوفه سدا منيعا ضد الثورة و اطلاقه يد من يسمون بأمن المنشآت لملاحقة أي نشاط ثوري و تعقب كل من نفذوا الاضراب من العاملين ، طالب العاملون باقالة الوكيل و استبداله بوكيل من داخل الوزارة و استبدال كل المدراء التابعين له من رموز المؤتمر اللاوطني..
@ من امام مبنى الوزارة و الهتافات تشق عنان شارع الجامعة و اللافتات تعلو هامات العاملين و الكنداكات (الليلة ما بنرجع إلا الوكيل يطلع) و (مدراء الكيزان يسقطوا بس)، (كل الكيزان يسقطوا بس) بعدها دخل كل العاملين للقاعة الكبرى ليستمعوا لحديث الوزير الذي طمئن العاملين بأن رسالتهم وصلت و أن الوكيل القادم لا بد أن يكون من بين العاملين لجهة أنه لا يستقيم أن يكون الوزير من خارج الوزارة و الوكيل القادم ايضا من خارجها و هذا اللقاء مع العاملين يؤكد على حقيقة أن الوكيل الحالي بابكر أصبحت إقالته مؤكدة ما لم يتدارك أمره و يدفع باستقالته استباقا للإقالة حفاظا على ماء وجهه بالإضافة الى أن العاملين أصروا على عدم السماح له بدخول الوزارة إذا تجرأ يوم غد .
@ الامر الذي يحمد للوزير تأكيده ، أنه جاء للتغيير المنشود و ان لا مكان للمفسدين و من بلا كفاءة ، بجانب أنه أدرك أن الوكيل لابد أن يكون من العالمين بامور الوزارة و لكنه لم يشر بضرورة أن يكن من داخلها كما هي رغبة العاملين الذين تراودهم الظنون بالاعتقاد أن الحكاية و ما فيها مجرد جهوية المناطقية ( هيمنة ابناء كردفان) و جهوية وظيفية (هيمنة مجموعة العاملين بالمنظمات) الذين عملوا بالتنمية الزراعية و لا خبرة لهم بقطاع الانتاج و يطلق عليهم (مجموعة هولندا) ، ما يؤكد على ذلك أن الوزير عيسى عثمان شريف جاء من كار المنظمات (الايفاد) و عمل في مشاريع تابعة لتنميتها و كذلك الحال سكرتير مكتبه من مشروع تنمية البطانة من ابناء منطقته و حتى إسم الوكيل المزمع تعيينه من ابناء منطقة الوزير ، من الذين عملوا بهيئة تنمية السافنا و الايقاد رغم تقدمه في السن ، الامر الذي اشعر العاملين في الوزارة أن الوكيل القادم لن يخرج من كار الوزير بعيدا عن حوش الوزارة و لعل ذلك ما أثار غضب العاملين .
@ الحقيقة التي ربما لا يدركها الوزير أن وزارة الزراعة اصبحت نقطة ارتكاز Focal Pointمافيا الفساد وسط شركات القطاع الزراعي التجارية و الانتاجية و ليس صدفة أن تشن مافيا الفساد حملة شعواء على أي وكيل يأتي من داخل الوزارة وخارج سيطرتهم ، لأنه على علم تام بكل قضايا الفساد و الافساد و خطر عليهم . مؤخرا، اصبحت الشركات التجارية المتحكمة في استيراد مدخلات الانتاج من تقاوى واسمدة و مبيدات تفرض مدراء الادارات وحتى وكلاء الوزارة و قد بلغت بهم الجرأة أن قاموا مؤخرا بفرض وكلاء و وزراء من العاملين بشركاتهم و الجميع يعلم ذلك و لعل هذا ابلغ دليل على حرص مافيا الفساد على أن يكون الوكيل القادم و بقية المدراء بأمرهم و قد بدأوا فى الاعتراض على بعض المرشحين بوصفهم مؤتمر وطني و نسوا أنهم من مولوا حزب المؤتمر، الكرة الآن في ملعب الوزير يكون مع وزارته او لا يكونا .
الجريدة