لو صح ما أورده تجمع المهنيين نقلا عن وزير الاعلام (فيصل محمد صالح) عن وفاة المرحوم (بهاء الدين محمد نورى) بمقر قوات الدعم السريع بشمبات، وما نشره الزميل (ناصف صلاح الدين) على صحيفته الإلكترونية المتميزة (مونتى كارو) عن تورط قوات الدعم السريع في الواقعة، فإنها تكون كارثة حقيقية ومأساة يجب ألا تمر بدون اتخاذ إجراءات صارمة حتى لا تتكرر مرة أخرى، بالإضافة الى ما ظللنا نطالب به من وضع حد للسلطات الاستثنائية الغريبة والوضع الشاذ لقوات الدعم السريع!
لقد ظلت الكثير من الاسئلة والاستفسارات تدور عن مزاعم بوجود مراكز اعتقال غير قانونية لقوات الدعم السريع في أماكن مختلفة داخل وخارج العاصمة، واعتقال عدد من الأشخاص ..إلخ بدون ان نعثر لها عن اجابات، وتأتى الآن واقعة وفاة المرحوم بهاء الدين لتضع المزيد من علامات الاستفهام حول الموضوع!
كنتُ قد تناولت في عدة مقالات من قبل جريمة مقتل الشاب (حنفي عبد الشكور حنفي) صبيحة يوم الثالث من يونيو 2019 في منطقة الدوحة بأم درمان ( نفس تاريخ مذبحة فض الاعتصام) في حادثة دهس متعمد بواسطة إحدى عربات قوات الدعم السريع، ومماطلتها في تسليم المتهم والعربة الى نيابة أم درمان التي تحرت في الواقعة وتبين لها وقوع الجريمة فطلبت من قوات الدعم السريع أكثر من مرة تسليم المتهم والعربة ولكنها ظلت ترفض، إلى أن استجابت لاحقا تحت الضغط الشعبي والإعلامي ومثابرة وكيل النيابة على تسليم المتهم وتقديمه للمحاكمة التي انطلقت في يوليو الماضي ولم تكتمل بعد، وقدم فيها دفاع المتهم أشخاصا شهدوا على وجوده خارج العاصمة ساعة وقوع الجريمة، بينما سبقه الاتهام بتقديم اشخاص شهدوا على ارتكابه للجريمة، ونحن الآن في انتظار ما ستقرره المحكمة، ومَن صَدق، ومن شهد زورا !
تزعم (مونتى كارو)، بأن مصدراً مطلعاً بالشرطة ذكر وفقا للتحريات الاولية، ان (بهاء الدين) تم استدراجه بواسطة مجموعة تقود عربة بوكس بدون لوحات بسيناريو اصلاح مكيفات لإحدى الشركات يوم الخميس 17 ديسمبر الماضي، لكنه وجد نفسه معتقلا لدى الدعم السريع ببحري بتهمة الانتماء لمجموعة ارهابية تتاجر في المفرقعات، ودونت شقيقته بلاغا بقسم شرطة الكلاكلة شرق بتاريخ الجمعة 18 ديسمبر باختفاء شقيقها” .
وتضيف: “وفى ويوم الاحد 20 ديسمبر دوَّن النقيب (مصطفي علي محمد الحسن) الذي يتبع لقوات الدعم السريع بلاغا بقسم شرطة الصافية تحت الرقم 494 المادة 51 اجراءات، أفاد فيه بان بهاء الدين نوري البالغ من العمر 45 عاما، توفي في ظروف غامضة بالوحدة الطبية بإدارة الدعم السريع بشمبات (سلاح المظلات سابقاً )، حيث اكد بان المرحوم واثناء التحقيق معه شعر بضيق في التنفس وحمي تم نقله الي الدائرة الطبية واشار الكشف الطبي الي ارتفاع في كريات الدم البيضاء، ووضع تحت العناية الا انه فارق الحياة في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 19 ديسمبر، وباشرت الشرطة اجراءات التحقيق واستخراج امر تشريح لمعرفة سبب الوفاة وتسليم الجثمان الي مشرحة ام درمان للقيام بالإجراء وتحديد سبب الوفاة”.
ويقول الخبر، “إن اسرة المرحوم رفضت استلام جثمانه ودفنه الا بعد تشريحه بواسطة لجنة طبية مهنية ومحايدة، وقالت في بيان (ذهبنا للمشرحة ورأينا اثر التعذيب على جثمان الشهيد بهاء الدين ظاهر للعيان، ومن واقع التحريات الرسمية تأكد لنا ان الشهيد بهاء الدين اعتقلته جهات أمنية رسمية حكومية)، وقابلت الاسرة النائب العام الذى وعد بمتابعة التحريات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة” انتهى.
كان ذلك ما اورده الموقع، والمطلوب الآن من النائب العام وقبل كل شيء ــ وهو أمر لا يحتاج لتشريح أو لجان تحقيق أو انتظار أو مماطلة ــ أن يوضح للرأي العام بكل شفافية وصراحة هل قوات الدعم السريع متورطة في الواقعة أم لا، وإذا كانت متورطة، فكيف يكون لقوات الدعم السريع مراكز اعتقال غير قانونية تعتقل فيها المدنيين، وأرجو ألا يطول انتظارنا لسماع الاجابة ويضيع دم المرحوم في المماطلات والألاعيب !