عدم الاسراف في كل شيء، لهو أمر محمود، ومرغوب ومطلوب، فعلى السادة الوزراء، ان يقتصدوا في تصريحاتهم، الكثيرة والمسيخة والمستنسخة ممن سبقوهم بالوزارة، فالناس قد تنسى انجازاتك (بشرط إذا وجدت) ولكن لا ينسون تصريحاتك،
(1) قيام ليل لا أجر فيه
الفضائيات، بكل طيبة خاطر، ودون استئذان، او دون احم أو دستور أو حتى (باس وورد) تدخل بيوتنا ورواكيبنا وقطاطينا، وتساعدنا على السهر وعلى قيام الليل!!، ولكنه قيام لا أجر ولا ثواب فيه، وربما جر علينا الإثم والعقاب والحساب، باعتبار انك ضيعت الوقت في (الفارغة والمقدودة) والسؤال هنا لماذا تواصل الفضائيات، البث على مدار الساعة، ؟والله اشتقنا الى مشاهدة المذيع وسماع صوته، وهو يقول (الى هنا ينتهي ارسالنا، وتصبحون على خير)!!اثنا عشرة ساعة من البث التلفزيوني، تكفي في اليوم.
(2)بعد ايه
القيم الإنسانية، لا تموت داخل اي انسان، انه فقط يأتي عليها حين من الدهر، فتختفي، او تمارس الانزواء الى حين ميسرة، لاحظ لأي وزير سابق أو أسبق أو وكيل وزارة سابق أو أسبق، وعندما كان في سدة المنصب، فكانت تأتيه المصائب والكوارث من كل الجهات، وكان يعالجها بالصمت والسكوت، بل وكأنه أصم وأبكم، ولكن وبمجرد خروجه من المنصب ومن الوزارة، نرى أن عقدة لسانه قد اتحلت، فاصبح كسيدنا هارون في الفصاحة وكالحكيم لقمان في الحكمة، وكمريم في الشجاعة، فاصبح يجهر برأيه، ويقدم الحلول، ويقترح المعالجات، ولكن بعد ايه جيت تحكي؟؟
(3)وفيه يعصرون
مع تباشير هذا العام، دشنت الحكومة حملات رفع يديها عن كل شيء، كهرباء و مياه و دواء وقود، وسلع وخدمات، واي حاجة تخطر ببالك، ثم مضت فحررت سعر صرف الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، وأصحاب الوجعة من الشعب يسمونه تحرير الاقتصاد، ولكن الحكومة وباعتبار أن المولود يسميه أبوه، فسمته السعر المرن، والمدار، (فمرنته ودورته كيف تريد)، فلم يبق من الجنيه إلا صورة العظم، المهم أنه وفي مثل هكذا عام، كان يجب على الحكومة أن ترفع شعار (هذا عام يغاث فيه الناس) باعتبار أنها (أمنا وأبونا وحبوبتنا وجدنا) وباعتبار أن كل من تلاقيه، يشكو دهره وسوء وضعه، فصرنا نعيش في غابة من الشكوى، ولكن للاسف المتوالي، نجد أن الحكومة غضت الطرف، عن شعار(هذا عام يغاث فيه الناس) وذهبت وركزت وبشدة على شعار (وفيه يعصرون)!!والحمدلله، تم (عصر) المواطنين، عصرة، سمع صوت أنينها كثير من الناس، عدا الحكومة، التي يبدو لي انها تضع يدها على الماء البارد، وتضع على أذنيها كثير من القطن، والسؤال هنا(هي بتجيب القطن دا من وين؟ )والشيء الشبه مؤكد انها (تجيبه بالعملات الحرة)أما (الحبيب المغدور به دائماً) الجنيه السوداني، فاني أرى أما أن نهايته قد حانت، او نهاية المواطنين قد بدأت!!وان كنت أرجح أن نهاية الجنيه قد حانت، وقربياً جداً، ستدعونا الحكومة لإلقاء النظرة الأخيرة عليه!!.
ملحوظة: السيد رئيس الوزراء، دكتور عبدالله حمدوك، الشعب السوداني، الفقر أوجعهم، والهم أضعفهم وحكمكم أشقاءهم، عاوز تضيف حاجة ياسرحان؟، أضاف سرحان(دا أنا غلبان)!!