أسند الاتحاد الأروبي لسيدة فرنسية تبلغ من العمر ٣٥ سنة تعمل حكماً لكرة القدم النسائية لإدارة أهم مباراة ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في افتتاحية الموسم الجديد ٢٠١٩ -٢٠٢٠ تلعب في العاصمة التركية اسطنبول في الرابع عشر من الشهر الجاري بين بطل أروبا الأحمر الإنجليزي ليفربول، وبطل أروبا ليغ الأزرق شلسي، على كاس السوبر والفتاة أو المرأة الفرنسية التي دخلت التاريخ أو أدخلت التاريخ ستجد نفسها وسط ٢٢ من الرجال الأشداء تتصارع أقدامهم وعقولهم في الملعب من أجل الظفر بكأس السوبر الأروبي، ولا تخلو مثل هذه المباراة من العنف الجسدي والضرب والسلوك الذكوري العنيف، ويقع على عاتق الفرنسية ستيفني فارايار مهمة صعبة وهي تقف أمام الرجال وتشهر في وجوه لاعبين يمثلون أمماً متحدة كروتاً ملونة صفراء وحمراء، وتملك سلطة إيقاف المباراة في حال خروجها عن الروح الرياضي، وحدثٌ مثل هذا يُشكّل تطوّراً كبيراً في ردم الهوة بين النساء والرجال.
وقد أصبح الحديث عن نسب تفضيلية للمرأة في السلطة في حد ذاته تميزاً سالباً، فالمرأة تتولى وزارة الدفاع في ألمانيا، وفي انجلترا وزيرة خارجية وداخلية، ورئيس وزراء وحكم مباراة، وقريباً سنشهد مباراة مختلطة نساء ورجالاً في ملعب واحد، وفي يوم ما وعصراً سيأتي بتسجيل الأندية للاعبين بعضهم ذكور وأخريات من الإناث لمزج النعومة والخشونة، أين نحن في السودان من كل هذا، وحتى اليوم لم تشارك المرأة في مفاوضات المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير حتى وصلت المفاوضات إلى نقطة النهاية، فهل نشهد نسبة نساء لا تقل عن ٣٠ في المائة بمجلس الوزراء والبرلمانن كما كان في عهد الإنقاذ المتهم بهضم حقوق المرأة وبالتالي زيادة النسبة إمعاناً في مبدأ المخالفة إلى ٥٠ في المائة؟؟
* تمثل امبراطورية الدقيق واحدة من مواطن وبؤر الفساد المالي الكبيرة التي لا تطالها أجهزة الرقابة ونصف موارد الدولة تذهب لدعم الدقيق ونصف الدقيق المدعوم، يذهب لجيوب القطط السمان في هذه البلاد المنكوبة، ووكلاء الدقيق لشركات الظل الحكومية والتي لا يعرف من هو أبوها وأمها مثل شركة سين للغلال يعتبرون من أثرى الأثرياء ومرتبطين مصلحيًا برؤوس كبيرة في الأجهزة الأمنية والعسكرية، وهؤلاء يتصرفون في الدقيق وفق ما تمليه عليهم جيوبهم وشركاء الظل، وحدثني أمس الأول العميد عبد الله، قائد منطقة القوز بجنوب كردفان، وهو يتولى منصب المعتمد بأن وكيل شركة “سين” للغلال لم يتكرم لمدة شهر كامل بتسليم المحلية جوال دقيق واحداً، وتبلغ الحصة الأسبوعية لمحلية عدد سكانها ٤٥٠ ألف نسمة ٣٠٠ جوال دقيق في الأسبوع الواحد، وعندما لاحقه العميد عبد الله وهو رجل ذو همة وخلق وعد الوكيل بتسليم المحلية ١٥٠ جوالاً، ولكنه لم يفعل، وتذهب حصص دقيق ولايات بكاملها إلى مصانع حلويات بالخرطوم لصنع الباسطة من مال الشعب ليأكل بعضنا باسطة ويأكل سكان الدبيبات وزالنجي وبوط وسفروق عشق، عصيدة وفساد الدقيق وقطط ومافيا الشركات لا سبيل أمام رئيس الوزراء الجديد غير تبديل كل وكلاء الدقيق في السودان بآخرين ومراقبتهم شعبياً أو إلغاء سياسية دعم الدقيق غير العادلة، وتحرير الخبز لترتفع الأسعار قليلاً، ولكن نصف الموارد سيتم توفيرها لتحسين الخدمات وتطوير الزراعة.
* لم يتعرض سوداني لظلم وهضم حقوق وسلب مكتسبات ومصادرة أمواله مثلما تعرض له رجل الأعمال آدم عبد الله الشهير بـ”سودكال” بعد فوزه برئاسة نادي المريخ السوداني، ولكن تحالف العنصريين في الوسط الرياضي وبنادي المريخ مع العنصريين في السلطة والعنصريين في أجهزة الضبط والعدالة الغائبة حال دون رئاسة آدم سودكال لنادي المريخ، بل زج بالشاب في غياهب السجون والمعتقلات بحجة واهية واتهامات غير مسنودة بحقائق.
وضع آدم سودكال في السجن بتهمة غسيل الأموال وكرم آخرون متهمون أيضاً بجريمة غسيل الأموال وتم منحهم الأوسمة والأنواط وأسندت لهم الغرف التجارية لإدارتها، وفق ما تمليه عليهم المصالح المتداخلة، تم حرمان سودكال الرئيس الشرعي لنادي المريخ من حقوقه ونصب محمد الشيخ مدني رئيساً لنادي المريخ وهو لا يملك حتى عضوية في النادي الكبير، بعد أن قال القضاء كلمته، لايزال هناك من يضع العراقيل أمام سودكال لأسباب عنصرية ويرفضون أن يجلس هذا الشاب الأسمر النحيف القادم من دارفور على كرسي جلس عليه من هم دون سودكال مالاً وفكراً وعطاءً، فمالكم كيف تحكمون.