حيدر احمد خيرالله
من هنا وهناك دماء ودموع واحتجاجات !!
*أن ترى الظلم وتقاومه وتدينه وتحاربه وتحتج على وقوعه فهذه قيمة كبيرة ولها ضريبتها في بلد أرخص مافيه الإنسان، ولكن ماحدث معنا ونحن نتجه صوب وزارة الثقافة والإعلام الإسبوع الماضي للإنضمام للوقفة الإحتجاجية التى نظمها تجمع الإعلاميين، ولكننا وجدنا الشارع والوزارة تقع تحت احتلال كامل من قوات الأمن والشرطة بين ما يتسرب الإخوة الإعلاميون والإعلاميات وهم يتخذون من حركة السير الدائرى وسيلة للتجمع الخفي بينما قوات الأمن تطوق المكان بشكل كامل، الشيء الذي يدعو للحيرة ما الذي يجعل الحكومة تنزعج من هذا الحراك الذي يقوم على السلمية، ولا يعطل حركة مرور ولا يسعى نحو التخريب بل يمكن القول أن المحتجين أوعى بما ينبغى أن تكون عليه مفردة الاحتجاج الجديدة التي تحترم الممتلكات العامة والخاصة وتحرص على عدم المساس بها بل وتدافع عن حمايتها
* فى هذا الجو ونحن بين الترقب والانتظار اعترضتنا )عربة تاتشر ( يعتليها شباب تنطق وجوههم بالتجهم والغلظة فى التعامل وطلبوا منا الصعود على العربة بلغة تنم عن عدوانية مفرطة واستعداد مسبق للعنف تسألنا ماهي الجريمة التي استدعت اعتقالنا ؟ لم نجد سوى كلمة واحده ) بتعرفوا قدام ( وما نود أن نعرفه )قداااااااااام(كتير، صعدنا والشارع ينظر عن كثب، وفى محاولة لإرهاب الشارع إنطلقت العربه بطريقة جنونية حتى وصلت المعتقل الأول فى أبو جنزير لنجد تعامل مختلفآ ومختلفآ تعنى أقل فظاظة من المجموعة الأولى، ركبنا بعد أن سجلت بياناتنا ليتم نقلنا إلى حافله أخرى أوصلتنا إلى موقف شندي، حيث وجدنا المعتقليين من أساتذة جامعة الخرطوم وعددهم إثنين وعشرون أستاذآ من صفوة علماء بلادنا، وكان إحتجاجنا الأول للمشرفين على المعتقل أنه من المفهوم والمقبول عندنا أن يتم القبض علينا كإعلاميين ولا اعتراض عندنا من أن نوضع في اي مكان لكن أن نجد علمائنا يفترشون النجيلة فهذا هو الوضع المرفوض جملة و تفصيلا .
* إفترشنا النجيلة سويآ و استمعنا للحكاوى وبدئنا فى حوار مفتوح عن الأزمة فى جذورها وقشورها واللباب لم نجد أن المسافات متباعده بيننا وأتفقنا جميعآ بأن التغيير قادم لا محالة ، فأن النتائج التى تمخد عنها هذا الحراك هو أننا محتاجين لإيجاد مفردة جديدة فى أدب الحوار وأدب الإختلاف ، وهذا وضع غير بعيد إذ أن ما وصلنا إليه من عقيدة راسخة تؤكد على أن القوم أصبحوا مثلنا مؤمنين بأن هنالك أزمة تستحق الوقوف عندها لحلها قبل أن يسقط كل الوطن.. من هنا وهناك دماء ودموع واحتجاجات ! وسلام ياااااا وطن ..
سلام يا
عندما تحدث السيد الرئيس عن قانون النظام العام فأنه لأول مرة يتفق معنا على أنه قانون جائر ومشوِّه للشريعة والدين وأخلاق السودانيين، ويجب الآن الاعتذار ورفع الضرر عن كل ضحايا قانون النظام العام ويجب كتابة اسم / وئام شوقى وويني عمر وكثير من الماجدات بأحرف من نور على خارطة السودان الجديد ..وسلام يا..
الجريدة