أمس وأنا أقرأ صحيفة (السوداني)، تحسرت على الخبر الوارد في الصفحة الأولى على لسان “محمد الفكي”، عضو المجلس السيادي حول سيارة الإنفينيتي. الفكي وإن انتقده بعض الزملاء على كثرة تصريحاته وتوضيحاته، لكنه خلق لنفسه “ستايل” معينا، اعتمد فيه “مهنته” التي مارسها “الصحافة والإعلام”، والمستندة على الانفتاح والصراحة. الخبر الذي نشرته (السوداني) حول تسلم جميع أعضاء المجلس السيادي عربات إنفنيتي، وأن الإجراءات البروتكولية من تخصيص حراسات شخصية تمت لهم بعد تسلم العربات، لتجري عملية توزيع المكاتب لهم في وقت لاحق، خلق ضجيجاً كبيراً، وقرأه الناس من زوايا مختلفة.
فهناك من اتهم الصحيفة بمحاولة إشانة سمعة الأعضاء، وهناك من اعتبرها حقوقا وامتيازات أصيلة، وبعضهم استنكر استمرار ذات النهج بركوب السيارات الفارهة دون مراعاة للوضع الاقتصادي الماثل. يقر محمد الفكي، في تصريحه الجديد المنشور أمس، بأنه استخدم عربة الإنفينتي التي خصصت لأعضاء المجلس السيادي، وأنها أوصلته إلى البيت مرة أو مرتين، لكنها ليست في عهدته ويتم ترحيله بها كموظف دولة! هل نفهم من الفكي، أن (السوداني) إن لم تنشر الخبر، لركب “الإنفينيتي” 10 أو 20 مرة؟
هل السبب الذي جعله يعيد السيارة عِلم الناس أن عربة “الإنفينيتي” خصصت له، فأراد أن يُبعد عن نفسه ما رآها “شبهة”؟!
قال أحد الشعراء، من راقب الناس مات هماً، وفاز باللذة الجسور.. أي أن من يراعي الناس في أفعاله وأقواله سيقضي على نفسه، ويدعي ما ليس فيه وما هو ضد قناعاته، وقد يموت من الهم والغم لأنه لن ينجز شيئاً، فهذا الشخص سيترك ما هو مقتنع به حتى لا يقول الناس عنه أنه فعل وترك.. أما الجسور كما يقصد الشاعر، فهو الشخص الذي يفعل ما يراه مناسبا دون أن يفكر بالالتفات إلى انتقادات الناس وآرائهم، ويمارس ما يتفق ما قناعاته، طالما كان على حق..
هل يعلم ود الفكي، أن رضا الناس غاية لا تدرك؟
فليفعل ما يراه مناسباً، طالما أنه لا يدخل في “الحرام” و”اللاقانون” و”التجاوزات”.. فالصدق والشفافية هي الفيصل والحكم.