في سبعينات القرن الماضي إشتهر (فكي) ملأت شهرته الآفاق لما يقوم به من أعمال دجل وشعوذة خارقة حتى قيل وقتها أن (الداخلية) كانت تستعين به في كشف وفك طلاسم الجرائم الممعقدة التي لا يترك فيها المجرم أثراً ، كان (فكي تلفزيون) وهذا هو الإسم الذي أشتهر به متخصصاً فيما يعرف (بالمندل) وهو رؤية الحدث (صوت وصورة) من أي مكان كان كاي مراسل لأي قناة فضائية ، وقد كان أكثر زبائن ذلك (الفكي) من (ناس الرايحة) الذين إفتقدوا ذهب أو مبالغ نقدية كبيرة عوضاً عن الذين تسرق عرباتهم وقد كانت سرقة العربات وبيعها كأسبيرات وقطع غيار أو تغيير معالمها ولوحاتها وأواوراقها ظاهرة متفشية في ذلك الزمان .
كان (فكي تلفزيون) والذي إختار لعمله مكانا نائياً غرب حارات أم درمان بعد أن تقوم بمنحة (البياض) لمعرفة مكان عربتك المفقودة (مثلاً) يقوم بإحضار (طشت) ويملأه ماء ثم يقرأ بعض التعاويذ المبهمة والأسماء العجيبة بعد أن يقوم بإطلاق (بخور) يملأ به المكان ، ثم يطلب منك النظر إلى الطشت الذي يتحول إلى شاشة تلفزيونية (كم وستين بوصة) لا تلبث أن ترى فيها عربتك وقد تم (تشليعها) وهي تقف على عجل الحديد قريباً من (سوق ليبيا) الذي تستطيع وبكل سهولة قراءة لافتاته !!
تذكرت (فكي تلفزيون) وأنا أطالع خبر إختفاء مبلغ “35” مليون يورو عبارة عن قرض من دولة الهند مخصص للمجال الصناعي في البلاد حسب ما أفاد رئيس لجنة الصناعة والتجارة بالبرلمان عبدالله علي مسار الذي قال متسائلاً :“القرض الهندي مخصص لصناعة النسيج بالبلاد لكن اختفى ما معروف مشى وين.
وإذا كان (رئيس لجنة الصناعة والتجارة بالبرلمان) ما عارف (القرض مشى وين؟) فمعنى ذلك إنو مافي زول ح يعرف القرض ده (مشى وين)؟ ودخل ياتو حساب ؟ إلا عمنا (فكي تلفزيون) إن كان على قيد الحياة ، فمسألة القروض والمنح دي يتم التعامل معها من قبل أعلى المؤسسات الدبلوماسية والمالية في الدولة يعني (شغل مسؤولين كبار) وليس فيه أي مجال (للخطأ) و (الروحان) .
كل العالم يعلم بأن القروض الممنوحة للدول لتمويل المشروعات يتم تحصيلها عبر قنوات حكومية تحت إشراف العديد من الأجهزة الحكومية والمصرفية و(يطرشنا) ما سمعنا لينا يوم (في أي دولة) بي قرض (حكومي) شالو زول ! أو (ضل طريقو) أو (لقوهو مافي) ولكن يبدو أن (الإجرام الحكومى) فاق كل تصور وأن القوم (كما قال شاعر مايو) ورونا جديد ما كان على بال !!
من المعلوم أن الدول الفقيرة لا تلجأ إلى القروض (وبخاصة الربوية) ذات الفائدة إلا من أجل تطوير البنيات الأساسية والتي تقدر منفعتها على المدي الطويل بأكثر من قيمة وتبعات القرض المعني وذلك حتى لا يتم إهلاك الدولة في تحمل دفع التبعات المالية الناجمة عن أخذ القرض دون مصلحة ترجي وفائدة تبتغى ، ومن هذا المنطلق كان ولا يزال العبد لله في (إستغراش) تام من أمره وهو يري كمية (القروض) التي تم أخذها من مختلف دول العالم وصناديقه في هذا العهد الزاهي السعيد (المطار الجديد براهو كذا قرض) غير أن الآن قد زال (الإستغراش) بعد أن تم الكشف عن مثل هذه القروض (الرايحة) الما معروف بتمشي وين والتي سوف يقوم هذا الشعب (الصنديد) بتسديد أقساطها وأرباحها على دائر المليم أقصد (اليورو) .
ولأن العبد لله مهموم بأموال وممتلكات هذا الشعب فقد قام بمحاولة يائسة لمعرفة موضوع القرض الهندي (المختفي) وذلك بالإتصال بمسؤول القروض بوزارة المالية الهندية السيد (جيتلي كومار) :
مستر (كومار) ياخ عندنا قرض قيمتو 35 مليون يورو .. أديتونا ليهو … مخصص لصناعة النسيج .. فتشناهو ما لقيناهو .. ممكن تورينا مشى وين أو دخل ياتو حساب؟
وجاءت إجابة السيد كومار كالآتي :
قرض مجي كروبي نيشان مافي كرتيهيياهو متعافي بريشان
وترجمتها :
لو ما عارفين القرض ده مشى وين ، ما ظنيت إقتصادكم ده يصبح متعافى ..
كسرة :
(قايلين الترجمة شنو يا وحشين؟)؟
كسرات ثابتة :
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ فليستعد اللصوص