دعت قوى المعارضة السودانية ومن بينها تجمع المهنيين السودانيين وغيرها من الكيانات المعارضة، إلى عصيان مدني شامل يستمر حتى تسليم المجلس العسكري الانتقالي السلطة لحكومة مدنية في السودان.
وتفاعل عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان وخارجه لدعوات “تجمع المهنيين السودانيين” الذي يقود الحراك في السودان، وأعلن إطلاق حملة تصعيدية تنتهي بإضراب كامل، وعصيان مدني.
فأطلقوا هاشتاغ #العصيان_المدني_الشامل الذي كان ضمن أكثر الهاشتاغات انتشارا في معظم الدول العربية حاصدا أكثر من 137 ألف تغريدة في الأيام القليلة الماضية، أكد من خلالها المستخدمون تمسكهم بمطالبهم حتى يقدم المجلس العسكري السوداني تنازلات بشأن مدنية الحكم.
فقالت الإعلامية السودانية رفيدة حسين :” قطاعات واسعة تعلن مشاركتها في العصيان المدني الشامل الذي دعت اليه قوى الحرية والتغيير الأحد المقبل بينهم مصرفيون ومعلمون ومهندسون وأطباء وصيادلة …”
وقالت سارة :”الناس تتذكر المواد التموينية والرصيد والأدوية، غدا آخر يوم تقدروا تجيبوا فيهو كميات كبيرة وإذا قادر يا ريت تجيب ليك ولأسرة تانية وضعها المادي ما كويس”.
وغرد الناشط السوداني محمد عبد الرحمن على حسابه في تويتر قائلا :” حسب ما رشح من أخبار، رئيس الوزراء الاثيوبي نقل مطالب قوى الحرية والتغيير للمجلس العسكري وغادر على أمل العودة بعد اسبوع.
حالياً كل المسارات ينجحها حاجة واحدة هي العصيان المدني الشامل. الخمس أيام عمل من الأحد للخميس نتوحد فيها، نواصل سلميتنا ونسند بعض وحننجح.”
وفي حديث خاص لبي بي سي،أكدت متحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين، الدكتورة سارة عبد الجليل، تمسك التجمع بالعصيان المدني الشامل إلى حين تحقيق جميع المطالب الذي نادى بها التجمع والشعب السوداني، وقالت :” يوجد لدينا ثقة عالية بالشعب السوداني، فالمشاركة بالعصيان ستكون كبيرة جدا، وستشمل جميع طبقات وأطياف وتجمعات الشعب السوداني، وسنواصل بالمقاومة السلمية لتحقيق المطالب”.
وأضافت :”ليس أمام المجلس العسكري أي خيار لمواجهة هذا العصيان سوى التجاوب مع المطالب، ونحن نطالب أولا بالتحقيق معه لضلوع مليشيات الجنجويد ورئيسها الموجود في المجلس العسكري بالجرائم التي قاموا بها، وثانيا، هذا المجلس فشل في حماية المتظاهرين السلميين وجاء على أساس حماية الانحياز للشعب وحمايته، فهو لم ينحاز ولم يحميه”.
وبخصوص زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي للخرطوم، قالت سارة عبد الجليل :” ما حدث بالأمس ليس مفاوضات، فرئيس الوزراء الأثيوبي، أبي أحمد، حضر ليتفهم رأي المجلس العسكري وقوى الحرية والتعبير، وبيان قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين واضح، فلا تفاوض وإنما يجب تحقيق المطالب”
وختمت بالقول :” على المجتمع الدولي أن يندد بانتهاكات الجنجويد والتي هي انتهاكات إرهابية حقيقية”
وفي المقابل رفض كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي الحديث عن أي تفاوض مع المجلس العسكري السوداني، وذلك لعدم الثقة به وبسبب أعمال العنف التي يقوم بها هذا المجلس على حد قولهم.
فقالت حنون :” العصيان المدني هو نجاح الثورة لا غير. لا نريد تفاوض مع المجلس العسكري لا نثق فيه مجلس الدم ولا حميدتي وكفاية مسرحيات وفي هذا الوضع لا يمكن ان تستعد القوات السياسية الانتخابات وفرصة الانتخابات هي فرصة فاشلة. ونريد معاقبة المجلس العسكري الدم بالدم لا نقبل الدية”.
وقال هشام علي :” عن أي وساطة وتفاوض يتحدث جنرالات المجلس العسكري .. و (محمد عصمت) – أحد محاوري الوسيط – دخل زنزانته بالمعتقل قبل أن يبلغ (أبي أحمد) طائرته.. أومازال هناك أحد يثق في هؤلاء ! .”
وأعلن المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، في وقت سابق، أنه منفتح على التفاوض مع قوى المعارضة، من أجل الوصول إلى حل في أي وقت للأزمة الراهنة.
جاء ذلك في بيان للمجلس تعليقا على زيارة رئيس الوزراء االإثيوبي أبي أحمد، للعاصمة الخرطوم، لإجراء جهود وساطة بين قوى المعارضة والمجلسالعسكري، حسبما أفادت وكالة الأنباء السودانية.
وقال الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري إن “المجلس منفتح للجلوس والتفاوض للوصول إلى حل في أي وقت”.