صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

متى يصمت هؤلاء ؟

8

لأجل كلمة

لينا يعقوب

متى يصمت هؤلاء ؟

 

من المتوقع أن يشتد ويحتدم الصراع “الديني” خلال الفترة المقبلة، بعد إصرار التيار التقليدي الرافع لشعارات الإسلام منذ عقود طويلة، باتباع ذات النهج وممارسة ذات السلوك “أوصياء الإسلام على الأرض”.
يبدي هذا التيار خوفه الشديد من العلمانية وضياع الإسلام، ويحشد الحشود ويسير المظاهرات لإخافة المجتمع وإرهاب الدولة، أنها قد تضيع إن لم يُطبق شرع الله الذي توهموه في بعض المظاهر السطحية تاركين جوهره وعمقه.
يعتقد ذلك التيار الذي يقوده بعض الدعاة ومن يُطلق عليهم “إسلاميين” و”مجاهدين”، أنهم مازالوا قادرين على إيهام المجتمع بتلك الشعارات رغم تكشفها وسقوط القناع عنها، وأن هناك شريعة إسلامية ستزول وتختفي مع قدوم قوى الحرية والتغيير، لكنهم كعادتهم يتناسون أن أفعال واضحة وتصريحات مسموعة ليست منقولة، وسلوك يبتعد عن كل الأديان السماوية، عرفه الناس كافة، قبل سنواتٍ مضت، من قبل الإسلاميين أنفسهم الذين ما استحوا من ممارسة (تعذيب وقتل، سرقة وفساد، نفاق وغش، كذب وخيانة، رياء وادعاء، وكل ما هو سيء).
هؤلاء الذين يرفعون شعار الدين، والذين صمتوا عن الحق، وتماهوا مع الحُكم الجائر، ومارسوا كل السوء، لا يستحون حالياً من تسيير مظاهرة “لنصرة الشريعة”!
الإسلام الذي يُحرم ويُعظم قتل النفس بغير حق، ويبين عقوبة من يُعذب ويسرق ويغش ويكذب ويمارس الربا، تركوا كبائره وموبقاته ولجأوا إلى تفاصيله الصغيرة..
إن سألنا عددا من الدعاة، حينما سيروا المسيرة، ماذا كانوا يخشون؟
أي إسلام يخافون أن لا يُطبق هنا في السودان؟
هل فقط اسم “الشريعة”، الذي كان لبعضهم دوراً في تشويهه؟
ما الذي يقلقهم بالضبط؟ أهو فتح البارات كما يقول بعضهم؟
ما المقصود بعبارة فصل الدين عن الدولة؟ هل كانت الحكومة السابقة مثلاً في اقتصادها تُطبق نظاماً إسلامياً أم ربوياً واضحاً لا يحتاج إلى لبس؟!
إن كان المقصود أحكام الزواج والطلاق والميراث..إلخ، فقد توافق المجتمع على الدين مصدراً للشريعة، ولا يحتاج إلى أوصياء للتذكير، كما أنهم لن يسمحوا لأي أحزاب بوضع تشريع آخر..
إن دولاً كثيرة، تُطبق الشريعة الإسلامية وتعتمدها كمصدر رئيسي للتشريع مثل مصر والإمارات والأردن وعُمان والكويت وليبيا وتونس وكثير من الدول العربية، لكن دون “الهلولة” التي تحيط بالشريعة الإسلامية.
إن ما تمت ممارسته في السودان من قتل وتعذيب وفساد وسرقة وكذب، يكفي بأن يصمت هؤلاء لأنهم لا يعرفون جوهر الدين، إنما يتمسكون بقشرته!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد