صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

متنمرات في التراويح

38

 

خارج الاسوار

سهير عبدالرحيم

متنمرات في التراويح

في البدء كنت أعتقد أن مسألة التنمر في صلاة التراويح من قبل بعض النسوة تتعلق بالثقافة أو الوسط الاجتماعي أو مدى معرفة إحداهن بقواعد التعامل مع الآخر. ولكني اكتشفت أن الأمر يعد ظاهرة في طريقها للانتشار وليس الاندثار، وأنه يشمل الكثير من المساجد ولا يقتصر على أحياء معينة. ولا أدري لماذا يجب علينا دوماً في حياتنا كسودانيين أن نمارس التنمر، الزوج يمارسه مع زوجته والأخ مع أخته والأم مع زوجة ابنها والمدير مع الموظفين والألفة في الصف مع التلاميذ والطيش مع الأول، والكيزان مع المواطنين والمجلس العسكري مع قوى الحرية والتغيير، لماذا يكثر التنمر في حياتنا، ولا نغادر مرحلة عمرية إلا وكان حاضراً. المساجد وحدها هي التي نشعر فيها بالطمأنينة والسكون والتجرد من الهموم والأحزان، والاغتسال من رهق الحياة، وهي الأكثر احتواءً لنا والإحساس بنا. ما يحدث في صلاة التراويح من بعض النسوة شيء مثير للاشمئزاز، ولا أعلم هل يعاني الرجال أيضاً في الصلاة من وصاية البعض عليهم. نساء يرتدين عباءة السيدة عائشة رضي الله عنها يعتقدن أنهن الأفقه في الدين والأفضل والأكثر معرفة، ما يحدث منهن يحير، التركيز الشديد على ترتيب الصفوف وتحديد طريقة الوقوف والتوجيه المستمر بين صلاة العشاء وصلاة التراويح، ورفع الأصوات داخل المسجد ومحاولة إلقاء التوجيهات بين كل صلاة وأخرى أمر غير مقبول. المشكلة ليست في التنطع في الدين ولبس زي الواعظين، المشكلة أن كل التوجيهات خطأ وكل ما يشرن إليه لا علاقة له بشروط الصلاة الصحيحة، ولم نسمع به لا عند البخاري ولا مسلم ولا عند قصص نساء النبي ولا في الأثر، ولا أدري من أين يستقي البعض معلوماته؟ كل يغني على ليلاه، وكل يشتل في الإسلام ما طاب له وكيفما اتفق. وفي أحيان كثيرة يخيل اليَّ أن سياسة الكبت الطويل وتكميم الأفواه التي انتجتها سنوات الحكم الشمولي المزمنة هي من قاد إلى التأثير في الشخصية السودانية، فأصبح الكل ديكتاتوراً وأصبحنا لا نطيق بعضنا، ولا نحتمل الرأي الآخر، إما أن يكون لزاماً إلى جانبنا أو هو الكذاب الأشر الذي يشق الصف ويخرج على الجماعة.
خارج السور
قصة الأطفال الذين يبكون ويصرخون، والذين يلعبون ويزعجون المصلين في صلاة التراويح.. القصة دي حلها شنو؟؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد