صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

  مابعد ذهاب البرهان !!

12

أطياف – صباح محمد الحسن 

مابعد ذهاب البرهان !!

العبور عن طريق العزيمة وإرادة الشعب، والدخول الى المدن الساحرة الجميلة المتلفحة بثوب الحرية ، والمتزينة بعطر الكرامة والتي تتنفس عبق النصر، والصعود على متاريس الغايات فرحاً ، و الإحتفال تحت الأضواء في دولة مدنية ديمقراطية حرة، يحتاج هذه المرة الى تفكير أكبر وأعمق مما سبق ، يتعدى الحدود الضيقة والأميال القصيرة لقياس المشاعر والعواطف دون التوقف عند نقاط التعقل عندما تُضع الامنيات على ميزان الفوز، فالإستفادة من التجارب السابقة أهم بكثير من خوض التجارب الآنية دون النظر في الخطوط الحمراء تحت الكلمات الخاطئة، التي تسببت في ضياع الدرجات وحصاد النتائج دون التوقعات الأمر الذي جعل (الإعادة) واجب حتمي.

فالقارئ للمشهد العام بعيداً عن عمليات السعي والطواف، لن يطول انتظاره لمراقبة ماسيحدث في أيام او ساعات قادمات، فالأبواب المغلقة الآن التي تدرس خيار الرحيل او الرحيل ، يجب ان لا تخدعنا بحفنة من الأمنيات وتهبنا أنصاف الحلول، لتحقق مايريده الشارع ظاهرياً وتجعله يقع في فخ البواطن التي لا تظهر علامات الداء فيها في وقت مبكر، أننا بحاجة الى معرفة مابعد السقوط فذهاب قيادة الجيش لايكفي سيما انها تختار وقتاً محدداً ليبلغ الوجع نصابه، لتأتي وتمنحنا جرعة الدواء في ساعة نكون فيها أكثر حاجة للدواء، فنقبل به دون النظر في روشتة الصلاحية او ما اذا كان سُماً، او عسلاً مسموماً.

الم نكن نحن المخدعون الذين صفقوا لذهاب البشير وذرفوا الدموع فرحا فظهر ابنعوف، لتشفع لنا وقتها إنتباهتنا في زمن الغفلة ، لتنقذنا يد الهلاك التي كنا نحسبها عوناً وسنداً، اليس نحن الذين ( شربوا اكبر مقلب) بعد أن تنحى ابنعوف عندما صعد الفريق البرهان لإستلام الراية.

وكان البرهان ( سارق اللهفة ) والفرح الذي جعلنا نذرف دموع الدم ، فهل سنكون نحن كما كنا من قبل، نحن الآن بحاجة الى وعي أكبر من شعارات (تسقط بس) فاللجنة الامنية للبشير كانت هي أكبر الكوارث مابعد السقوط ، وقد تذهب الآن بذهاب البرهان لكنها قد تترك اللجنة الأمنية للبرهان المنبثقة من اللجنة الأمنية للبشير، ليسقط البرهان ولكن يجب أن لا يسقط وحده، فالقضية ليست في ابعاد العسكر من المشهد والقرار السياسي، القضية ان يكون خيار العسكر للثكنات لا بديل له حتى تُغلق كل النوافذ التي تتسلل منها الخدعة العسكرية لإفساد العملية السياسية مستقبلاً.

لذلك ان كل المسميات العسكرية التي تقف خلف ظهر المدنية يجب ان لا يقبل بها الشارع، حتى لو قالت انها ستسلم السلطة كاملة للمدنيين، فتسليم السلطة للمدنيين مع وجود هذه اللجان او على شاكلتها يجب ان يكون مرفوضاً ( لجنة الأمن والدفاع، اللجنة الامنية المشتركة ، اللجنة العسكرية ، اللجنة العسكرية والأمنية)، كل هذه المسميات تعني ان اللجنة الأمنية للبشير ذهبت كوجوه واسماء وتركت الخلفاء (غير الراشدين) خلفها ، فيجب ان لا تكون هناك أجسام موازية للقوات المسلحة والأجهزة النظامية المعروفة التي يجب أن لا يتقاطع عملها مع السلطات التنفيذية، فما دون ذلك سيكون أكبر خدعة سياسية، تجرُع كأس الألم المرير فيها لن يكون آجلاً بل عاجلاً ولحظياً، عندها لا يفيد الندم ، ففي ظل ظروف نشوة الثورة وانتصارها ميدانياً يجب ان يكون الشباب أكثر فطنة ، فقد تكون العروض مذهلة ، لكنها قد لا تخلو من خدعة تقف خلف ألف ستار، ايقنوا ان السقوط واقع ولكن أمعنوا في مابعد ذهاب البرهان !!

طيف أخير:

كي لا تموت مرتين، لا تعود لمن خذلك.

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد