لا أعتقد أن السودان يحتاج إلى كل هذه الزوبعة والجدل للوصول إلى توافق بين كل مكوناته ينهي هذه الأزمة الماثلة التي اوقفت العالم ولم تقعده.
الشعب السوداني الذي إمتاز بالعفو والتسامح ومعالجة مشكلاته في السابق – مهما تعقدت – بالجودية والتحاور بين زعماء القبائل وكباراتها لا يحتاج إلى وساطات خارجية لتجمعهم على طاولة واحدة للتحاور في شأنهم الداخلي ماذا دهاكم يا أبناء شعبي؟
هل كل الذي يدعونا لمثل هذه الخلافات هو الصراع من أجل السلطة والمناصب الصراع الذي أدى إلى توسيع الفجوة بيننا إلى هذا الحد حتى يدخل بيننا الغريب للوفاق وربما يزيد توسيع الفجوة ويصب الزيت على النار لتزداد إشتعالا فيحترق كل شئ وتتقطع الأوصال ويتفكك المجتمع بكامله وهذا كله لأجل إرضاء الذات والمصلحة الخاصة على حساب وطن بأكمله حباه الله بثروات مختلفة كان بإمكانها إخراجنا من هذا الضيق إلى رحاب أوسع وتعافى البلد إقتصاديا وسياسيا وأمنيا حتى ينعكس على كافة أفراد المجتمع السوداني بمكوناته المختلفة والذي لا يريد سوى الحرية والعزة والكرامة ورغد العيش.
هذا الشعب لا يهمه من يحكم ولكن يهمه جدا كيف يحكم ويبسط العدل بين الناس دون تفرقة أو محاباة لأحد، شعب متصالح ومتعايش مع بعضه البعض دون عنصرية أو قبلية لا تسعوا بينه ﻹشعال نار الفتنة التي ستؤدي إلى تمزيق الوطن لا مناص.
إن البلاد تحتاج من كل أبناءها أن يقدموا التنازلات وإعلاء المصلحة العامة على الخاصة ورأب الصدع ورتق النسيج الإجتماعي فالكل سيذهب ويبقى الوطن ولكن التاريخ حاضر في كل الأوقات سيذكر ما تصنعون إن كان خيرا أم شر وإلى الله تعودون ثم إنكم لتسألون فأعدوا للسؤال جوابا.
الصراع المحتدم بين كافة المكونات السودانية سياسية وعسكرية خلق بيئة مواتية لكل صاحب مصلحة ومتربص بالبلاد لتحقيق مصالحه والظفر بما يريد بينما نحن مشغولون بهذا الصراع الذي يدعو للفرقة والشتات حتى غابت عنا الحكمة وساد التخبط.