بمزيد من الحزن والأسى ينعي كيان الشمال شهداء الشرطة السودانية الذين استشهدوا أثناء أداء الواجب بمنطقة سنقو بولاية جنوب دارفور حيث تعرضوا لهجوم غاشم من إحدى عصابات المخدرات التي نصبت لهم كمينا أسفر عن مقتل أربعة عشر شرطيا وإصابة أربعة عشر آخرين . إننا في كيان الشمال نعلم الدور المتعاظم لقوات الشرطة في مكافحة تجارة المخدرات الداء العضال الذي استشرى في جسد الوطن وبات يحصد أرواح وعقول الشباب، ولما كانت تجارة المخدرات إحد أقوى الأسلحة الموجهة لهدم الأمم وتدميرها وإقعادها عن مسيرة التنمية وهي من أخطر الجرائم لما لها من إفرازات اجتماعية سالبة تؤثر على عقول الشباب وتهدم أواصر الترابط المجتمعي، وتابعنا التطور الكبير لتجارة المخدرات وتجارها حتى أن “مافيا” المخدرات باتت تمتلك من العتاد الحربي ما يمكنها من إدارة معارك قتالية ضد الدولة، وتابعنا تورط عناصر نظامية في تجارة المخدرات وافتعالها للاشتباكات الحربية بالسلاح الناري ضد قوات الشرطة حتى إنها باتت تتفوق على الشرطة في أنواع الأسلحة التي تمتلكها. وبما أن تجارة المخدرات من الأنشطة الإجرامية العابرة للدول وتديرها أذرع عالمية ومحلية توفر لها درجة عالية من التأمين وقادرة على تسليح كوادرها بأخطر أنواع الأسلحة الفتاكة فإنه آن الأوان أن تمتلك الشرطة إمكانيات أعلى تمكنها من مواجهة تلك العصابات برا وبحرا وجوا، وبما أنه معروف عالميا أن منظمات الأمم المتحدة والعالم بأسره لا تدعم الأجهزة النظامية المعنية بمحاربة المخدرات عالميا إلا عبر لجنة وطنية قومية تضم عددا من الأعضاء ذوي الصلة بالمجال ويكون جهاز الشرطة أحد أعضائها، لذا آن الأوان لإحياء وتفعيل اللجنة القومية لمكافحة المخدرات التي لم نلتمس لها دورا طيلة السنوات الماضية ولم تسهم بفاعلية في جذب الدعم اللازم لشرطة المخدرات ممثلا في مركبات وأجهزة اتصال وتصوير وطائرات ومعينات لوجستية وفنية، ولم تسهم حتى في التدريب، وطالما أنه لم تطالها رياح التغيير وبناء على ذلك لزاما علينا الآن إعادة هيكلة هذه اللجنة ومنحها الصلاحيات اللازمة التس تمكنها من جذب الدعم اللازم لمحاربة تجارة المخدرات التي حصدت مئات الأرواح وقدمت الشرطة الشهيد تلو الشهيد في سبيل ذلك.