صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كفاية !!

11

مناظير

زهير السراج

كفاية !!

* معاناة المواطن يجب أن تأخذ الأولوية .. اتفق المجلس العسكرى والسياسيون أم لم يتفقوا، وصلوا الى حل أم لم يصلوا !!
* إذا كان القانون الدولى يفرض على سلطات الاحتلال القيام بمسؤولياتها كاملة تجاه المواطنين في الدولة المحتَلة بتوفير كل اساسيات الحياة .. الأمن والغذاء والعلاج والوقود ..إلخ، ويعاقب على ذلك، فمن باب أولى أن تكون المهمة الأولى للسلطة الوطنية هو المواطن .. أمنه وغذاؤه وعلاجه وكل شئ، لا يعفيها من ذلك أنها مشغولة بالمفاوضات او اتفقت أو لم تتفق مع الذين يبحثون عن إزاحتها من السلطة، أو إيجاد موطئ قدم لهم فيها.
* من المؤسف والمخزى أن يكون غائبا تماما عن جلسات الحوار والتفاوض التى تدور الآن بين الفرقاء: المجلس العسكرى الذى يقف وراءه الحزب المخلوع، والكيانات السياسية التى تحاوره على اقتسام الغنيمة، وكلاهما يسعى وراء مصالحه الشخصية ولا يهمه إن تعذب المواطن أو عاش أو مات .. المهم أن تتحق مصلحتهم !!
* لا تصدقوا أن الذين يفاوضون المجلس العسكرى الآن بكل أطيافهم وكياناتهم وتجمعاتهم يبحثون عن الحكومة المدنية من اجل حرية ورفاه الشعب، لا ليس كذلك، ولكن من أجل مصالحهم والبحث عن المناصب الرفيعة في المقام الأول، ثم بعد ذلك لو كان للشعب نصيب فليأخذه .. منذ متى كان الشعب اولوية في قوائم الاحزاب في السودان، وهى نفس الأحزاب أو نفس العقليات التى تحاور العسكر الآن مع تغيير طفيف في الأسماء، وربما الأشخاص .. لو كانوا بالفعل يفاوضون من أجل الشعب لظهر ذلك منذ اليوم الأول!!
* أرجوكم أن تتخلوا عن إنتماءاتكم وعواطفكم للحظة واحدة، وتنظروا الى ما يجرى في الساحة الآن بعين محايدة، لتظهر لكم الصورة الحقيقية، لا المزيفة التى يخدعونكم بها. أين كانت معاناة وعذاب وآلام ومعاناة الشعب في كل المفاوضات السابقة والمؤتمرات الصحفية التى تلتها وحتى يوم أمس الذى تفاقمت فيه معاناة المواطن لانعدام اساسيات الحياة والوقوف في الصفوف الطويلة وهو صائم فى درجة حرارة تزيد عن 45 درجة مئوية في الظل، وعندما يعود الى منزله لا يجد كهرباء ولا ماء .. لو كان لهذه المعاناة ذرة خاطر في ضمير من يفاوضون لجعلوها على رأس بنود المفاوضات مع المجلس العسكرى الذى يتولى السلطة، والضغط عليه للقيام بواجبه تجاه المواطنين، ثم تأتى البنود الأخرى، ولكنهم في شغل شاغل عن معاناة المواطن بمعاناتهم هم ومناصبهم المستقبلية .. لا تصدقوا الكذبة الكبرى بأنهم يفاوضون من اجل الشعب والدماء التى سالت!!
* والذين يفاوضونهم في الطرف الآخر لا يفاوضون في الحقيقة نيابة عن المجلس العسكرى الذى يظهر لنا في الصورة المزيفة، أو نيابة عن العساكر الذين إنحازوا لثورة الشعب، ولكنهم يفاوضون نيابة عن مصالحهم ومصالح حزب المؤتمر الوطنى ورئيسه ونظامه المخلوع الذين دمروا البلاد وخربوها ونهبوا كل مواردها، وعاثوا فيها فسادا، وسفكوا دماء شعبها وارتكبوا ضده كل انواع الجرائم وقتلوه جوعا ومسغبة وفقرا، فكيف نصدق انهم يشعرون بمعاناة الشعب، وهل يمكن لعاقل ان يتصور أو يتخيل .. حتى لو كان واسع الخيال، كثير التفاؤل او (مسطول) .. أن يفكر للحظة واحدة أن يكون على رأس أجندة التفاوض بين اولئك وهؤلاء (بند) لمعاناة الشعب وكيفية توفير الأساسيات التى يحتاج إليها الى أن يصل الطرفان الى اتفاق، وتتولى المسؤولية سلطة جديدة؟!
* صحيح أننا ورثنا ظروفا صعبة وأزمات طاحنة وخزينة خاوية من النظام المخلوع، ولا نطلب منكم المستحيل، ولكن يجب أن تعطونا الإحساس .. فقط مجرد الإحساس بأنكم تقدرون وتفهمون المعاناة التى نعيشها، وأنكم تجتهدون في حلها ــ لا بتوفير الرغيف أو الدواء أو الكهرباء أو النقود أو الوقود (رغم أنها مسؤوليتكم ما دمتم إرتضيتم حمل الأمانة، ولا يعفيكم من تأديتها باخلاص أنكم ورثتموها بمشاكلها ممن سبقكم) ــ ولكن بالتخلى عن المؤامرات والمراوغات، والتحلى بالجدية في الوصول الى حل لأزمة الحكم باسرع ما يمكن .. حتى نشرع جميعا في تجاوز ازماتنا وإعادة بناء بلادنا واستعادة كرامة شعبنا .. وحتى يطمئن الشعب الى ان ثورته لم تذهب سدىً، وان التضحيات التى قدمها لم تكن من اجل ان تتصارع (قلة) في الغرف المغلقة والمؤتمرات الصحفية، وتتركه يغرق في معاناته ودموعه، بدون حتى كلمة رثاء او عزاء، ثم تزعم انها تتفاوض من اجله!!
* يجب أن يكون البند الأول في إجتماع اليوم الذى دعا اليه المجلس العسكرى الكيانات السياسية والتجمعات الأخرى هو المعاناة التى يعيشها المواطن والمجهودات المبذولة لتخفيفها، ولا بد من السعى الحثيث وبذل اقصى الجهود للوصول الى تفاهم مشترك يضع حدا للأزمة التى تعيشها البلاد .. وإلا فلتذهبوا الى الجحيم !!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد