صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كتائب «الظل» و«الفيالق»

14

نبض الوطن

احمد يوسف التاي

كتائب «الظل» و«الفيالق»

طرح العميد أمن “م” محمد حامد تبيدي مدير الإعلام بجهاز أمن النظام المخلوع، أمس، في زاويته الراتبة بصحيفة “الصيحة”، تدور حول الجهة المستفيدة من التصعيد وقتل الأطفال، ثم قزف بتساؤل إيحائي لتجريم الحزب الشيوعي ليخلص إلى نتيجة أن الشيوعيين هم المسؤولين عن القتل، وذلك من خلال سؤاله الإيحائي: أين تنتشر كتائب الفيالق الحمراء؟ وكان تبيدي تساءل عماّ إذا كان صحيحاً أن للحزب الشيوعي كتائب مُسلحة تحمل اسم “الفيالق الحمراء”..ثم هبط مسرعاً إلى النتيجة التي يريدها من غير أي اجتهاد أو معطيات مقنعة، وهو يعود إلى طرح الأسئلة الإيحائية التي تُجرِّم الشيوعيين، وتُبرئ ساحة منسوبي المؤتمر الوطني: ألم يُعد مُملاً وانصرافياً الحديث عن كتائب الظل وكل القرائن تشير إلى أن الإسلاميين ومنسوبي المؤتمر الوطني باتوا في حالة ذهول ولا رغبة لهم ولا مصلحة في أية مواجهة مع السلطة، فمن يقتل إذن؟ ومن يتاجر بالأرواح ويتكسب منها؟..
وكتب أيضاً الصحافي الكبير فتح الرحمن النحاس المعروف بولائه الشديد للمؤتمر الوطني، عمّا أسماه الحملات المسعورة والحرب اللعينة والدعاية المسمومة ضد الإسلاميين، إلى أن كتب يقول:(ولو أن كلباً عقوراً عضّ إنساناً قالوا وراءه “الكيزان”، ولو تصادمت سيارتان في الطريق العام قالوا هم السبب، وارتفاع الأسعار يعلقونه على رقابهم، ومن خطط لانقلاب كانوا هم الشماعة، وخَلُص النحاس في مقاله إلى أن كل الذين ينتقدون “الإسلاميين” ويحملونهم مسؤولية ما يحدث، إنما ينفذون ببلاهة جريمة الحرب على الإسلام، ويمشون بعيون مغبرة في زفة أعداء الأمة الإسلامية)..
مقال الزميل فتح الرحمن النحاس، بدا لي وكأنه مقال “أرشيفي” من تسعينيات القرن الماضي أيام أنْ كان كُتّاب المؤتمر الوطني يُصوِّرون أي انتقاد للحزب و”الإنقاذ” على أنه استهداف للعقيدة وحرب على الإسلام، وحتى الكتابة عن فساد النظام كان يُنظر إليه على أنّ المراد به تشويه صورة الإسلام والمشروع الحضاري. وبدا لي أن الزميل النحاس بحاجة إلى من يُربِّت على كتفه ليوقظه ويروي له قصة التغيير ليواكب خطابه ثورة الوعي..
أما مقال مدير إعلام النظام المخلوع، فهو أيضاً نحا ذات منحى النحاس بافتراض غباء القارئ، وإذا إردنا حقاً الإجابة عن التساؤل الذي طرحه تبيدي عمّن هو المستفيد من التصعيد والقتل، أصحاب كتائب الفيالق الحمراء أم كتائب الظل؟ فلن تكون النتيجة كما أراد تبيدي أن يسوق إليها القراء بـ “البوت” لأن كل قرائن الأحوال تشير إلى أن سدنة النظام المخلوع هم المستفيدين من عدم استقرار الأوضاع، لأن استقرارها يعني دولة القانون والحكم الرشيد والقضاء العادل غير المسيس، وبالتالي محاسبة القتلة والفاسدين وكل من أثرى ثراءً حراماً، فالمستفيد من حالة الفوضى وعدم الاستقرار هم القتلة ونهبة المال العام الذين يسعون للإفلات من العقاب..الحديث عن كتائب الظل لم يكن انصرافياً يا تبيدي، بل هو حق لأن الناس سمعوا بها من “علي عثمان” ثم رأوها رأي العين، ولم يروا كتائب الفيالق الحمراء، ولم يسمعوا بها من “الرفاق”، فأيها أدعى إلى التصديق.. الـلهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد