كلما قرأت أو شاهدت توجيهاً للفريق البرهان رئيس مجلس السيادة بفتح بلاغ في هذا أو ذاك تذكرت الممثل السوداني الكوميديان الدكتور فيصل أحمد سعد الشهير بشخصية (كبسور(. وشخصية كبسور لمن لا يعرفها شخصية فكاهية معروفة للجميع حيث يمثل د. فيصل دور شخص يعشق الذهاب إلى النيابات وأقسام الشرطة ، ودائماً هو في حالة شكاوى ضد كل من يصادفه في الطريق أو يعلق معه في أمر ما مهما كان هذا الأمر صغيراً ولاقيمة له .
كبسور يشكو الجميع الأصدقاء الجيران الأهل زملاء العمل ، أي شخص من الممكن أن يقع تحت طائلة شكاوى كبسور ، حتى أنه في أحدى المرات شكى ( غنماية) من غنم جاره في قسم الشرطة ….!!! والشاهد في الأمر أن كبسور في كثير من الأحيان كان الحق إلى جانبه ولكنه حتى في تلك المرات التي كان فيها على حق إلا أن الأمر يظل غير ذو قيمة كبيرة و يمكن تجاوزه والترفع عنه . ما يفعله الفريق أول البرهان هذه الأيام من سلسلة بلاغات في مواجهة هذا و ذاك هو أقرب إلى ما يفعله كبسور ، الإنشغال بأمور غير ذات جدوى في وقت يحتاج فيه الوطن إلى العمل و الإتحاد و نبذ الفرقة و الشتات . أول بلاغ للبرهان من موقعه الجديد القديم كرئيس للمجلس العسكري كان في مواجهتي ، و كان ذلك أول بلاغ عقب الثورة في مواجهة صحافي وقد كان لذلك الأمر الكثير من الدلالات السيئة ، بل أنه أعتبر إرتداداً لعهد الكيزان حيث تكميم الأفواه ومصادرة حرية التعبير . وقد استمرت محاكمتي تلك زمناً طويلاً حتى أنني و في إحدى المرات و عقب آدائي لفريضة الحج عدت إلى الوطن فوجدت أن هنالك أمر قبض صادر في مواجهتي لتغيبي عن الجلسات في فترة الحج ، وكان يمثل البرهان في البلاغ ضابط برتبة لواء يحضر إلى المحكمة ومعه مجموعة من الضباط. وقد علق يومها أحد العابرين أمام المحكمة بقوله أن عدد الضباط الذين يأتون لمتابعة محاكمة البرهان لسهير يكفون لتحرير حلايب ، وليتهم تعاملوا مع ملف حلايب ذاك بذات الحماس . ما ينبغي قوله أن بلاغ البرهان في مواجهتي قد تم شطبه ، ولكن يبدو أن الرجل يعشق المحاكم ، وكل يوم بلاغ مختلف في مواجهة أحدهم . إن النفق المظلم الذي يسير فيه الوطن حالياً لا يحتمل كثرة الزعازع ، بل يحتاج القيادة الرشيدة الواعية ولا أعتقد أن من أولويات البرهان حالياً فتح البلاغات في مواطنيه و ملاحقتهم والثأر لعبارة أو كلمة . بل أعتقد أن من أوجب واجباته التجاوز عن الخلافات و الإلتفات إلى مافيه مصلحة البلاد. خاصة و أن النار تمسك بجلباب الوطن في الأطراف. ، فعليه أن يعمل على إطفائها وإخماد كل وميض تحت الرماد وليس الإنشغال بالبحث في جلباب الوطن عن موقع ( زرارة ) غير مربوطة أو خيط. غير معقوص. أو البحث في (جيوب) الجلباب …..!!! خارج السور : الزعماء يسعون لحفر أسماءهم في التاريخ بالبطولة و الفداء و بناء أوطانهم بالجد والتفكير والعمل الدؤوب فلا تجعل نصيبك من هذا اسم كبسور.