قبل العرض
آدم عوض
مقدمات الحرب الاهليه
مايجري في أطراف البلاد الان من صراعات وقتال قبلي يمكن أن نطلق عليه مقدمه لحروب اهليه قادمه، إذا لم نفتح أعيننا ونعود لفكرة قبول الآخر والتعايش السلمي والمواطنه المتساوية.
ماجرى في الدمازين من صراع قبلي هو مقدمه لصراعات أخرى في الطريق، إذا واصل العسكر في تمسكهم بالسلطه، وبذلك سيكلمون ماقام به نظام الإنقاذ البائد من تفكيك للمجتمع، للمحافظه علي السلطه ومحاولة تقسيم السودان، ومن الملاحظ في فترة مابعد انقلاب البرهان طغى الخطاب الجهوي والقبلي علي الساحه، ومحاولة الاستقواء بزعماء العشائر في اعتصام الموز خير شاهد، وكل ذلك يعكس مدى الأفكار البائسه والرجعيه في محاولة إيجاد مناصرين لتك الخطوه
عملت حكومة الإنقاذ البائده علي وتر العصبيه القبليه والجهويه، وكانت اعترافات عبد الحليم المتعافي في إحدى البرنامج التلفزيونيه خير شاهد علي خطاء قيادة الحركه الاسلاميه لتمكين بعض القبائل والاستنصار بهم بدلا عن الفكره والمشروع،علي حد قوله .
ومن الملاحظ بعد فشل الانقلاب في كل شي، اتجه قادته ومن ساندهم إلى تعبئة الجماهير بشكل جهوي وعشائري، وهذا ماشاهدناه في فيديو لقائد الانقلاب داعيا أهل ولايته للوقوف خلفه، وكذلك ذهب حميدتي إلى دار فور تحت ذريعة المصالحات وبسط هيبة الدوله، حسب قوله، ويبدو أن خطة الانقلابيين بشكل عام هي العوده الي حواضنهم ومحاولة زجهم في صراعهم مع القوى المدنيه للحفاظ أدناها بحقهم في المشاركة في الحكومه الانتقاليه القادمه، إذا قدر لها القيام، وكذلك ذهب التوم هجو باعتباره موقعا لمسار الوسط ومعه جماعة من موقعي اتفاق جوبا، ولم يخلو خطابه كذلك من التعبئه الجهويه، واسواء ماسمعناه من أحد زعماء العشائر وتقديمه لخطاب ابتزازي لكل أهل السودان، وكل مادار في خلال الأشهر الماضيه من عمر الانقلاب هو مهدد للأمن والسلم الوطنيين، ويدفع الجماهير للتمسك أكثر بالدوله المدنيه وكذلك السلطه المدنيه ، ولقد انكشفت كل محاولات التمسك بالسلطه وبالتالي ما يجري الآن هو مقدمه لحدوث الحرب الاهليه الشامله، ولكننا سنفوت الفرصه للذين يتربصون بايقاعنا في شرك الرجعيه والعوده للقرون الوسطى، بينما ينادي الشباب بدولة القانون والمؤسسات واحترام الآخر وتقبله وبتلك الروح ساهموا في الثوره وبنفس الروح سيواصلو في مناهضة كل ما من شأنه ان يعرقل التحول المدني الديمقراطي والوصول للدوله اخلمدنيه