قضية تدني نسبة تسجيل المواليد من القضايا المعقدة التي ظلت تؤرق القائمين على امرها. وحسب الإحصائيات فان هنالك نسبة كبيرة من الاسر خاصة في أطراف المدن لا يعرفون أهمية تسجيل المواليد والآثار المترتبة على عدم تسجيل المولود بالسجلات الرسمية للإحصاء مستقبلا كحرمانه من الخدمات التعليمية والصحية وغيرها من الخدمات التي توفرها الدولة له.
وقالت القابلة سعاد عمر مركز صحي المعالي المايقوما شرق فعلآ هنالك أسر لا تهتم بتسجيل أطفالها ومن هنا يبرز دورنا في نشر الوعي وسط الأمهات والزامهن بأهمية تسجيل المولود. واضافت عدد من الامهات يأتين الينا من الولايات بعد فترة بهدف تسجيل ابنائهن نسبة لسقوط أسمائهم فنطلب منهن اتباع الإجراءات القانونية كالاشهاد الشرعي. وهنالك الكثير من اسباب عدم التسجيل كاختلاف الزوجين واصرار الزوج على عدم تسجيل إبنه وأيضاً بدورنا واجتهاداتنا الخاصة نقوم بإقناع الأب بعد التأكد من ابوته بالتسجيل حفاظاً على حقوق الطفل.
وفي سياق متصل أقرت القابلة سعدية عبدالله في السابق كان هنالك قابلات لا يهتمين بأمر التسجيل ويربطن التسجيل بالعائد المادي الذي يدفع اليهن للولادة من قبل الأم. ولكن حالياً وجد التسجيل اهتماماً من قبل الدولة عبر تدريبنا وزيادة فتح مراكز التسجيل ونأمل الوصول لزيرو عدم تسجيل مولود.
ومن جهتها اقرت القابلة بمدرسة القابلات بالخرطوم بحري منى كافي بوجود عدد من الأطفال لايتم تسجيلهم وذلك لعدة عوامل منها الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد حالياً من تترييس فتتم عملية الولادة وبدورنا نقوم بالإجراءات التي تلينا ونطلب منهم الذهاب لمراكز استخراج شهادة الميلاد ولَكن للأسف الكثير منهم لايستطيعون القيام بذلك اما لعدم الإهتمام من قبل الوالدين ‘ وأيضاً نجد أن وباء كورونا وما صاحب ذلك من الإغلاق الرسمي لمراكز التسجيل وأدى ذلك لعدم تسجيل عدد الأطفال وفي هذه الحالة نقوم بتسجيلهم في المدرسة لعدم ضياع حقوق الطفل’ وفي المقابل على المسؤولين تسهيل إجراءات الاستخراج لهم حتى لا يعجزوا عن الاستخراج’ ومن الأسباب أيضاً مرض الأب. ولفتت الاستاذة منى ان استخراج الشهادات في السابق كانت تتبع لهم ولكن حالياً تم تسحبها من وتحويلها إلى السجل المدني. وكشفت عن عدم الإهتمام بالتسجيل في بعض المناطق الطرفية لبعدها من مراكز التسجيل. وبدونا نسجل حتي اطفال دولة جنوب السودان واللاجئين الذين تمت عمليات وضوعهم بهذه المدرسة. ومن هنا اطالب القائمين على هذا الإجراء بعمل مراكز بالقرب من هذه القرى حتي لا تضيع حقوق اطفالها. وبدورنا كقابلات سنسعى لتقديم كل ما يصب في مصلحة الأطفال عبر توعية الاسر بضرورة تسجيل اطفالهن حتى تواجهم مشاكل بصعب علاجها في المستقبل.
واعتبرت قابلة تعمل بالحاج يوسف إن عدم التزام تسجيل بعض القابلات للأطفال جريمة ‘ ولذلك اطالب بتأهيل كل القابلات عبر التكثيف من الدورات التدريبية في هذا المجال مع اعداد استراتيجية اعلامية شاملة على المستوي الاتحادي والولائي للتوعية باهمية تسجيل الأطفال’ مع ضرورة الربط الشبكي بين المؤسسات الصحية ومراكز التسجيل. وبدورنا سنعمل بكل ما يصب في مصلحة الطفل فيما يخص أمر التسجيل.
ولفتت أن برنامج ثمرات اسهم بشكل كبير في تشجيع الأسر الاتجاه نحو تكملة أجراءات اطفالهم لتسجيلهم في السجلات الرسمية للدولة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة التسجيل.
ونقول… نعم قد لا تتمكن النساء من تسجيل أطفالهن لعدة اسباب كعدم التوعية بمخاطر عدم التسجيل’ واذا كان الأب مجهولاً، أو إذا رفض الإقرار بالأبوة كما هي الحال في حالات الاغتصاب فهذه جزء من العقبات التي تقف امام تسجيل المواليد…
وعليه في نهاية المطاف…. يجب أن نجعل تسجيل المواليد أمراً معتاداً في المجتمعات المحلية في الأماكن التي لا يجري فيها التسجيل بصفة منتظمة. وهذا يعني دعوة الحكومات إلى تعديل قوانينها وسياساتها، والعمل مع المجتمعات المحلية لتغيير مواقفها وسلوكياتها وإظهار قيمة تسجيل المواليد وفوائدها لخلق طلب عليها.