. قال محدثي غاضباً:” البلد بعد كل هذه التضحيات والثورة العظيمة للا تحظى بأيدٍ أمينة تصون ثورتها بإستثناء الدكتور حمدوك الذي يواجه صعوبات جمة في تشكيل حكومتة، فهو يجد نفسه بين مطرقة ترشيحات قوى الحرية ( المضروبة) والفيتو الأمني لعساكر المجلس السيادي.
. قلت:” لما لا نعود بما تحقق من منجزات ثورتنا لشباب تجمع المهنيين الذين حازوا على ثقة الشعب منذ بدايات الثورة لصون ما تحقق واستكمال الثورة!”
. ففاجأني صديقي بما لم أتحسب له وهو يقول بغضب أشد” حتى هؤلاء للأسف لا تستطيع أن تستأمنهم هكذا بالمطلق.”
. قلت ” أرجو ألا تستجيب للشائعات ومخططات الكيزان وأهل الثورة المضادة”.
. نصحني بألا أنخدع بالشعارات البراقة مُضيفاً” ما نسمعه في هذا الاطار لا يختلف كثيراً عما كان يردده قادة نظام الطاغية ( الساقط).
. إستفسرته طالباً منه توضيح ما يعنيه بمثل هذه المقارنة.
. فقال” مثلما كانت أجهزة الساقط وقوش تقول عن كل من يعارض حكمهم (مندس ومخرب)، بيننا الآن من ينسبون بعض الحقائق الثابتة إلى الكيزان وكتائب الظل والأمنجية حتى يرتبك علينا المشهد أكثر ويمروا مخططاتهم التي لا تصب في مصلحة الثورة بأي شكل”.
. رجوته مجدداً ألا يساهم في تثبيط الهمم فيساهم د دون قصد في تقوية أدوات الثورة المضادة”.
. إستفزته رجاءاتي المتكررة فأستشاط غضباً وهو يضيف ” يا عزيزي أعرف مرشحين ومرشحات لشباب تجمع المهنيين لا يملك بعضهم أدنى مؤهلات تمكنهم من تولي مناصب تقل عن الوزارات بكثير.. كما تأكد لي أن معايير الاختيار لا علاقة لها بالمعلن عنه البتة. “
. وأستطرد قائلاً ” إن تمادينا في غفلتنا فسوف تضيع ثورتنا.. صدقني سوف تضيع، ووقتها لن ينفع الندم.”
. قلت لصديقي” لقد كتبت مراراً حول هذا الأمر وفي كل مرة يؤكد لي الشباب أن ثورتهم محروسة بإذن الله، وأنهم سيحمونها حتى آخر رمق”.
. فتساءل الصديق” كيف سيحروسنها ونحن نرى القوم قد انشغلوا ببعض هوامش الأمور على حساب الأهم.. فما جري في بورتسودان وما عاناه ضحايا السيول والأمطار لم يجد ذات الإهتمام الذي حظيت به الترشيحات للوزارة!”
. قلت” صدقت، فعلينا أن نخطو خطوات عملية لحماية ثورتنا لا أن نكتفي بالحديث وحسن النوايا فالمهددات كثيرة وتتطلب مواقف أكثر حسماً والتفافاً حول رئيس الوزراء الدكتور حمدوك، فهو يبدو جاداً في (غربلة) مرشحي حكومته واتباع نهج الصرامة في الاختيار…
. قاطعني صديقي بالقول ” لكن لابد أن نذكر دكتور حمدوك نفسه بحديثه الأول حول عدم حاجتنا للمساعدات، لأن ما رشح مؤخراً عن رغبته في تقديم طلبات قروض للمؤسسات الدولية يتناقض مع طرحه الأول.”
. ذكرت صديقي بما كتبته في هذا الشأن، مؤكداً على ضرورة قيام الثوار ولجان المقاومة بخطوات حاسمة لحماية ثورتهم.”
. باغتني صديقي بالسؤال ” ماذا تعني بالخطوات الحاسمة، حتى لا يكون الكلام معمماً؟”
. أجبته بالقول ” أعني بها أن يعبروا مثلاً عن رفضهم بذات الطرق الحضارية التي اتبعوها طوال أشهر الثورة لمرشحين من طرف قوى الحرية وتجمع المهنيين وتذكيرهم بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم بعدم المشاركة في الحكومة الانتقالية.. وأن يرفضوا رفضاً قاطعاً ايراد اسم مرشحة مثل الدكتورة ابتسام لمنصب وزير العدل بإعتبار أن الوثيقة التي شاركت في صياغتها جاءت مليئة بالثقوب.. وأن يسيروا مليونيات للمطالبة بإعتماد مرشح رئيس القضاء مولانا عبد القادر، فعدم موافقة العسكر عليه سيكون مؤشراً أوضح من شمس الضحى لرغبة عارمة في اجهاض الثورة. كما على شباب لجان المقاومة والثوار أن يرفضوا بشكل قاطع الهامش الواسع الذي يتمتع به عساكر مجلس السيادة في رفض بعض المرشحين بحجة عدم اجتيازهم الفحص الأمني لأن ذلك قد يصبح مبرراً غير مستساغ لرفض كل المرشحين أصحاب الكفاءة والمواقف الراسخة.”