أجرت قناة العربي في برنامجها الساعة الأخيرة في مساء أمس الأحد (23 ديسمبر 2018م) مواجهة بين القيادي بالحزب الشيوعي راشد سيدأحمد الشيخ الذي كان موجوداً الاستوديو في لندن، والقيادي بحزب المؤتمر الوطني د. ربيع عبدالعاطي.
قال راشد الشيخ إن الشعب السوداني صبر كثيراً على نظام أثبت فشله، بينما رد عبدالعاطي بأن الإجراءات جارية لانتخابات نزيهة، مؤكداً أن الشعب السوداني هو من يختار من يحكمه، كما هاجم بضراوة “الشيوعي” ووصفه بالكريه الذي لا موقع له في السودان.
سأل مقدم البرنامج جمال عزالدين: الحكومة قدمت الوعود بحل الأزمات، لماذا يجيء هذا التحرك؟
القيادي بالحزب الشيوعي راشد سيدأحمد الشيخ: ظلت هذه الحكومة تقدم في الوعود على مدى 3 عقود دون طائل، ولديكم مراسلون في الخرطوم يمكنهم متابعة ما يحدث في الخرطوم، فبعد مباراة الهلال السوداني والإفريقي التونسي خرجت مظاهرات هادرة تهتف ضد النظام، وفي ظني أن ما يحدث في السودان كسيف أُخرج من جفنه، لن يعود مرة أخرى، فالشعب السوداني صبور، حمال الأسية، ولكنه عندما يثور (هز رأسه ولسان حاله “خلاص”).
القيادي بالمؤتمر ربيع عبدالعاطي، أجاب عن سؤال: لماذا فشلت الحكومة في توفير السلع الضرورية، ولماذا قدمت وعوداً والمظاهرات ما زالت تتواصل: هذه التحديات والمصاعب التي تواجه السودان ليست وليدة اللحظة، وأسبابها تراكمات منذ انفصال الجنوب، ومنذ الحصار الأميركي على السودان، ومن ثم، فإن هذه التراكمات هي التي أنتجت هذه النتائج، إضافة إلى أن هناك جوانب كان تستدعي مراجعة السياسات الاقتصادية، وأسس إدارة المارد، وبالتالي أعتقد أن هذه المراجعات تتم على قدم وساق، من أجل إزالة كافة المشكلات التي أدت إلى الاحتجاجات.
وعندما سأله مقدم البرنامج: لماذا تأخرت الحكومة في هذه المراجعات؟ وأضاف: إنها تأخرت 30 سنة كما يقول السودانيون، ومن ثم لا يثقون في وعود الحكومة.
أجاب عبدالعاطي: الذين خرجوا يعبرون عن آرائهم، ولكن كما ذكر الوزير هناك مسارين، هناك مسار التعبير السلمي وهو مطلوب، وهنام مسار آخر الذي فيه استغلال للموقف، والمسار السلمي يقصد به الضغط لكي يحقق هدفه.
مقدم البرنامج: الحكومة تعاملت مع كل المتظاهرين على أنهم مخربون، كأن هناك استهتاراً بمطالب المواطنين.
عبدالعاطي: في الفترة التي تلت المرحلة الانتقالية كان الدولار أقل من جنيهين، وبعد استخراج البترول كان هناك شبه رفاهية، وقويت البنية الأساسية، ولكن هذا التراجع حدث فيما بعد عام 2011م، بعد انفصال الجنوب، وفقدان السودان عوائد النفط.
مقدم البرنامج: أنت تعود بي كل مرة إلى الأسباب، نحن نتحدث عن تعامل الحكومة مع هذه المظاهرات، تعاملت معها بقبضة أمنية، وهناك سقوط لقتلى وعشرات الجرحى، لماذا هذه القبضة الأمنية؟ لماذا لا يكون هناك حوار مع الشارع السوداني والمعارضة لإيجاد حلول حقيقية؟
عبدالعاطي: لا تقاطعني أخي الكريم.
مقدم البرنامج: يجب أن أعود إلى ضيفي في الاستوديو.
عبدالعاطي: هذا الذي يتحدث من الحزب الشيوعي، وهو ليس له جماهير، وقد رفض تماماً من قبل الشعب السوداني، ولا أعتقد بأن شعارات يطلقها الحزب الشيوعي لا تجد القبول من الشعب السوداني، لأنه انتهى، ونحن لا نحيي العظام، وهي رميم.
والتدابير التي تقوم بها الحكومة السودانية ينبغي أن تبتعد عن العنف والعنف المضاد. وينبغي ألا تكون حلول أمنية، وإنما هناك حلول من أجل إزالة تلك التحديات.
مقدم البرنامج: قال الضيف إن الحزب الشيوعي من الماضي، وأن هناك مخربين، ويمكن أن يكون محقاً، فقد تسعى المعارضة إلى التغيير مهما كان الأمر.
راشد: بدون أن أمضغ لساني، نحن نسعى إلى تغيير وإسقاط هذا النظام. الدكتور ربيع قبل هذا بالغ في تقدير دخل السودان، فهؤلاء يعيشون في فقاعة من الأوهام جاؤوا بها قبل 30 عاماً، وحتى الآن لم يستطيعوا أن يخرجوا منها. ولا أريد أن أدخل في مغالطات تضيع الوقت. الحزب الشيوعي السوداني كان موجوداً قبل وجود تنظيمك، وسيظل موجوداً إلى ما بعد زوال هذا النظام.
أما عن المخربين، رئيس جهاز الأمن قال إن إسرائيل أرسلت 280 من كوادر الموساد السودانيين، وادخلوا، وهم الذين بدؤوا التخريب، وقبل يومين صحيفة هارتز الإسرائيلية تقول في عنوانها الرئيس: إسرائيل تدعو أميركا إلى المحافظة على مكاسب هذا النظام، فهؤلاء والكذب صنوان، ما يحدث الآن في اللحظة التي يتحدث فيها الدكتور ربيع ووزير الإعلام تجوب المظاهرات شوارع أم درمان الآن بعد مباراة الهلال والإفريقي التونسي، ولم تخرب مؤسسات القطاعين العام والخاص، ولم تخرب غير مباني ودور المؤتمر الوطني ومقار الولاة، من الإحساس بالغبن، مع أننا ضد التخريب تماماً. وهرب الولاة واختبوا في جحور لا نعرفها.
عموماً هؤلاء لا يُرجى منهم، يتحدثون بنفس (المجمجة) واللغة منذ 30 عاماً، والشعب السوداني الآن وصل إلى مرحلة اللاعودة.
مقدم البرنامج: دكتور عبدالعاطي.. الشعب السوداني وصل إلى مرحلة اللاعودة، ألا تخشى الحكومة تبعات هذا الغليان من الشعب السوداني؟ هل النظام فعلاً مستعد لتقديم تنازلات، واستيعاب هذا الحراك، وتقديم حلول فعلية جذرية لمشكلات الشعب السوداني؟
عبدالعاطي: نسير في اتجاه أن تكون هناك معارضة وحرية، وأن تكون هناك حكومة، ولا بدأن يختار الشعب السوداني من يحكمه، والآن الترتيبات جارية من أجل انتخابات شفافة ونزيهة ومراقبة.
مقدم البرنامج: كيف تكون هناك انتخابات نزيهة وهناك سعي لتغيير الدستور وانتخاب البشير.
عبدالعاطي: أخي الكريم كما تركت الفرصة كاملة للأخ الذي معك بالاستوديو، وتحدث كما يشاء، واختار الألفاظ التي اختارها ولم تقاطعه.
مقدم البرنامج: من حقي أن أسالك.. هناك تفكير في التمديد للبشير.
عبدالعاطي: أنتم قناة محترمة.. أرجو أن تتيح الرأي والرأي الآخر. أرجو ألا تقاطعني، أرجو أن تعطيني ذات الفرصة.
نحن الآنمع التداول السلمي للسلطة، الاختيار للجماهير، هناك مراجعة تتم على قدم وساق، هذه الحكومة ليست حكومة المؤتمر الوطني، أكثر من 30 أو 40 حزباً يشاركون في هذه الحكومة. الرجل الذي تحدث وزير الإعلام كان حركة مسلحة وقد وضع السلاح، وهو الآن وزير للاتصالات والإعلام وتقانة المعلومات، بالإضافة إلى وزراء كثر كانوا يحملون السلاح. أحزاب مختلفة من الأمة والاتحاد الديمقراطي، وأحزاب اشتراكية وغيرها تشارك في الحكومة، الآن نحن بصدد حل قضية هذا الوطن، كيفية إدارة سياسات هذا البلد، كيفية التداول السلمي للسلطة، لا بد أن تأتي معارضة بالفعل تسدد وتقارب، معارضة وطنية، حكومة وطنية، لا بد أن نتجاوز كل هذه التحديات، ولكن بالروح الوطنية، لا نريد أن تأتي أحزاب لا وزن لها، لا قيمة لها، كريهة لدى الشعب السوداني، وصفت هكذا، وأصبحت في مزبلة التاريخ، أن تأتي وتقول، لهذا أقول نحن نسير في هذا الاتجاه من أجل تحول ديمقراطي حقيقي، وانتخابات حرة نزيهة وشفافة، فليأتي من يحكم السودان، ولكن نستهدف نظاماً سياسياً مستقراً، واقتصاداً نامياً، وتجاوزاً للتحديات والمصاعب التي تواجه السودان، باعتبار أن السودان يواجه عداءات، ومؤامرات، وحصاراً اقتصادياً، ويتطلب أن يواجه أبناء الوطن هذه التحديات.
مقدم البرنامج: وصلت الفكرة، أعود إلى الشيخ في الاستوديو: هل المعارضة مستعدة للحل السياسي اليوم، ربما المعارضة أيضاً غير قادرة على القيام بدورها.
راشد: نبدأ من الآخر، فالمؤامرات تسببت فيها المحورية التي قامت بها هذه السلطة، وخلق المحاور ولاستعداء، نفخ وتضخيم القدرات؛ كأنهم يشبهون ضفدعة لافونتين الشهيرة، انتفخوا حتى انفجروا.
ما يحدث في السودان نتيجة لتفاقك الأداء السيء لهذا النظام، لا يمكن أن يأتيني في الساعة الثانية عشرة إلا ربعا ليتحدث عن أنه سيعيد الاقتصاد، هذا ليس مشروعاً جاداً