نسجاً على منوال الزميل العزيز أشرف عبد العزيز، بالسلسلة التي ابتدرها تحت عنوان (عودة ديجانقو)، ورصد فيها بعض الأحداث والوقائع التي تؤكد عودة جهاز الأمن والمخابرات بعد الانقلاب، لممارسة ذات أفاعيله التي كان عليها خلال العهد البائد، ننصح محامي الطوارئ الذين ظلوا يبحثون بلا طائل عن مجموعة من المخفيين قسراً من الشباب والشابات، أن يضيفوا بيوت الأشباح والأقبية الى قائمة الأماكن التي يبحثون فيها عن هؤلاء المخفيين، طالما أنهم وجدوا بعضهم في الحراسات ولم يعثروا على أثر لبعضهم الآخر، فمن غير المستبعد بل الجائز جداً أن يجدوهم أحياء أو جثث في بيوت الأشباح والأقبية التي كان يستخدمها جهاز الأمن (ديجانقو) الذي عاد بذات وجهه القديم..
كان من المعلوم لدى الكافة وجود عدد من ما اصطلح على تسميته (بيوت الأشباح) المخصصة لارتكاب الجرائم اللا انسانية واللا أخلاقية واللا دينية البشعة، ولكن من المفاجآت الصادمة التي لم تكن معروفة وتم اكتشافها بعد الثورة وجود أنفاق ودهاليز يودع فيها المختطفون، منها ذلك النفق الضخم الذي يمتد من اسفل وزارة المالية الى نهر النيل مروراً تحت القصر الجمهوري والفندق الكبير، وكان زبانية وجلادي النظام البائد في أجهزة أمنه القمعية الفاشية، الرسمية منها والشعبية والطلابية، يستخدمون بيوت الأشباح ودهاليز الأنفاق في تعذيب وقتل وسحل واغتصاب المعارضين والناشطين من الجنسين والقاء جثامينهم مباشرة في النيل، وهذا ربما يكشف سر الاختفاء الغامض لبعض الشخصيات التي لم يعثر لها على أي أثر أو خبر منذ سنوات عديدة في العهد البائد وربما حتى الآن،
كما تم العثور داخل نفق الخفافيش مصاصي الدماء هذا على 3 كراتين مليئة بالكمامات الخاصة باخفاء ملامح الوجه من النوع الذي شاهده الناس كثيراً على وجوه أفراد الأمن اثناء قمعهم الوحشي للتظاهرات، كما تم العثور أيضاً على أدوات قمع وصفت بغير الآدمية كانت تستخدم في الضرب والقمع منها مجموعة من العصي الخاصة، فيما اماطت عملية البحث في وكر المجرمين عن وجود آثار للتعذيب والسحل..فمن شره زبانية النظام البائد وتلهفهم لممارسة هذه الأعمال الوحشية لم تشف غليلهم بيوت الاشباح المنتشرة في مواقع عديدة فتمددوا في هذا النفق، وكأنما أرادوا باستخدامه ان يحيوا سيرة البطش والتنكيل الاستعماري باستخدامهم لهذا النفق لذات غرض المستعمر الذي أنشأه، فقد شهدت فترة الحكم الاستعماري حفر انفاق عديدة في مواقع مختلفة من بينها هذا النفق كانت تستخدم في الاعمال القذرة السرية، ولم يعد خافيا على أحد الأساليب الوحشية المتعددة والمتنوعة التي كان يستخدمها الزبانية المجرمون بشكل منهجي، فهي باتت معروفة للقاصي والداني، لدرجة أن سجلات أجهزة الامن السودانية صارت تعد واحدة من أسوأ سجلات أجهزة الأمن العربية والافريقية وأكثر مؤسسات الدولة بغضا عند المواطنين، حيث كانت تخضع الضحية لتحقيق رهيب يمارس فيه المحققون كل ما لا يخطر على بال بشر من سب وشتم وتهديد إلى الضرب وخلع الأظافر والجلد والتعليق عاريا والصعق بالكهرباء والعزل في ثلاجات باردة، ومن أجل السيطرة على الضحية يتم حقنه بماده تفقده التوازن وتحدث هلوسة يسهل معها أخذ الإعترافات من خلال التلقين، ومن بعض الفنون والاساليب القمعية والوحشية،
نذكر على سبيل المثال العناوين العريضة لهذا البعض، الضرب هو أول ما يستقبل به الضحية فيما يسمي بحفل الاستقبال، الاهانة وتتضمن الاعتداء اللفظي والسب والشتم، الحجز ويتم في غرف شديدة الضيق بدون إنارة ومتسخة أو في دورات مياه شديدة الاتساخ، الحرمان من الطعام والشراب والدواء وقضاء الحاجة والاغتسال والحرمان من النوم، التعليق وهو أشبه ما يكون بوضع الذبائح في المجازر واحيانا التعليق على مروحة يتم تحريكها، الاغراق بإغراق الرأس في المياه، وعادة ما تكون المياه قذرة، كسر العظام مثل كسر الأصابع بكماشة وخلافها، خلع الأظافر ويتم بآلات مختلفة، وهناك الصعق بالكهرباء والحرق وحلاقة الشعر بقطع زجاج مكسور وأرنب نط والطيارة قامت وللغرابة شكل من اشكال التعذيب يطلقون عليه (ست العرقي)، هذا بخلاف جرائم القتل والسحل والاغتصاب..