علماء المسلمين : إعادة نشر رسوم مسيئة للرسول “كراهية وتطرف”
الخرطوم : الأماتونج
أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الخميس، إعادة نشر مجلة فرنسية ساخرة لرسوم مسيئة للنبي محمد (عليه السلام)، معتبرا إياها “خروجا عن حدود الحريات ونشرا للكراهية والتطرف”.
جاء ذلك في بيان للاتحاد العالمي، تعليقا على إعادة نشر مجلة “شارلي إيبدو” الساخرة في عددها الأربعاء، رسوما مسيئة للنبي محمد، بالتزامن مع بدء محاكمة المتهمين في هجوم استهدف مقرها عام 2015.
وأدان الاتحاد “إعادة نشر شارلي إيبدو، رسوما مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، واعتبرها خارجة عن حدود الحريات لأنها ازدراء برسول مليار و700 مليون إنسان، وأكد أنها تساهم في نشر الكراهية والتطرف ولا تساعد على التعايش المشترك”.
كما طالب “المسلمين بالعمل وفق قوانين البلاد دون أي إضرار وأن يقتدوا برسولهم صاحب الخلق العظيم المبعوث رحمة للعالمين”.
بدوره قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، إن هذه الرسوم تعد استخفافًا بالمسلمين، وقلة احترام بحقهم، كما أن من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين في كل مكان الآمر الذي يساعد على إثارة الفتن بين المسلمين وغيرهم.
ودعا القره داغي، العالم الحر بـ”الوقوف في وجه هذه الإساءات المتكررة للرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وأنه لا يمكن أبدا بأي حال من الأحوال تبرير هذه الأفعال غير المسؤولة بحرية الصحافة والتعبير”.
وأضاف أن “هذه الأفعال تدخل ضمن ازدراء الأديان المرفوض الذي يخالف الشرائع والقوانين والأعراف والفطرة السليمة، التي تستنكر هذه الاساءات البشعة في حق الرموز والأديان والمعتقدات”.
ومضى متسائلا: “أين الدول والمنظمات الحقوقية وغيرها التي تتشدق وتدافع عن الحريات وعن حماية الرموز والأديان، من هذه الإساءات المتكررة للرسول محمد (ص) وللإسلام والمسلمين؟”، حسب البيان ذاته.
ومساء الأربعاء، اعتبر داغي، في تدوينة عبر حسابه بموقع فيسبوك، أن إعادة نشر مجلة فرنسية للرسوم المسيئة للنبي محمد (عليه السلام) “فضح لأخلاق وعلمانية وشرعة حقوق الإنسان والحرية في مجتمعها”.
وقال القره داغي: “بالطبع لن نقابل الجهل بجهل، ولن تبلغ هذه المجلة ولا من يديرها الغبار الذي كان يلامس نعل رسولنا المصطفى (ص). نحن دعاة فكر وليس أصوات منكر وشر. نحن نؤمن بحرمة المساس بأي معبود أو مقدس حتى لو كان صنما”.
والأربعاء، بدأت محاكمة 14 متهما بالاشتراك في هجوم مسلح جرى في يناير/ كانون الثاني 2015 على مقر مجلة “شارلي إيبدو” في العاصمة الفرنسية باريس؛ ما أسفر عن 12 قتيلا و11 جريحا من موظفيها.
وجاء هذا الهجوم، آنذاك، بعد حالة غضب واسعة سادت العالم الإسلامي جراء قيام “شارلي إيبدو”، عام 2006، بنشر 12 رسما كاريكاتوريا مسيئا للنبي محمد عليه السلام.
وأعادت المجلة نشر الرسوم ذاتها في عددها الصادر أمس.
وكتب رئيس تحرير “شارلي إيبدو” لوران سوريسو، في افتتاحية العدد: “لن نستسلم أبدا”.
وأضاف: “كثيرا ما طُلب منا منذ يناير/ كانون الثاني 2015 إنتاج رسوم كاريكاتورية أخرى لـ(نبي) محمد. لكننا رفضنا دائمًا القيام بذلك، ليس لأنه أمر محظور، إذ يسمح القانون لنا بالقيام بذلك”.
وتابع مستدركًا: “والآن نعيد نشر الرسوم لأن الأمر ضروري بالنسبة لنا، مع بدء محاكمة المتهمين في هجمات يناير