يمضي المبعوث الأممي رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة يونتامس فولكر بيرتس، في لقاءاته غير آبه بالتصريح للقيادة العسكرية التي قللت من حجم مبادرته على لسان قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي قال(إن التفاهم مع فولكر جاء ليكون وسيطاً يدعو الجميع للحوار ولا يتبنى طرح مبادرة ، وأن رئيس البعثة الأممية انشغل عن أعمال كان ينبغي أن يتولاها، وبينها التحضير للانتخابات، وإن المسؤول الأممي متأثر بالحديث مع مجموعة محددة، وهو ما يمكن أن يمس عمله، كما أنه ليس على دراية كافية بطبيعة القوى السياسية السودانية.
بالمقابل قلل فولكر من حديث البرهان (بعدم الرد) وواصل اجتماعاته والتقى بنحو ألف شخصية سودانية اختتم بها رحلة المشاورات الأولية، ويعمل الآن على تقديم وثيقة توضح نقاط الخلاف والاتفاق بين كل الأطراف، وسيتم نشرها على الجميع، توطئة للانتقال إلى المرحلة القادمة التي ستلي الفترة ما بعد انقلاب العسكريين الذي أطاح بالشركاء المدنيين وجمّد بنود الوثيقة الدستورية وفرض حالة الطوارئ.
ولم يعلق فولكر على حديث البرهان، واختار عدم الدخول في الرد وواصل في عمله منهمكاً ومشغولاً ومنخرطاً في سلسلة اجتماعات، ولكن ربما سيصدر تعليقاً منه في وقت لاحق، سيما أن تصريح من رجل مثل قائد للانقلاب يمكن أن يؤثر على مسيرة المبادرة ووضع العراقيل أمامها.
وبالرغم من أن فولكر يمثل الأمم المتحدة، الا أن البرهان حاول في حواره أن يثبط الرجل عن مهمته ويعتبره غير مؤثر في ساحة العملية السياسية وقصد بذلك التصريح (تنفيس المبادرة) وربما عمد التسويق لمبادرة الاتحاد الافريقي على حساب مبادرة الأمم المتحدة خاصة ان الاتحاد الافريقي ظهر في موقف الداعم للانقلاب لذلك أراد البرهان تقديم فولكر للشعب السوداني بأنه أقل دراية بالعمل السياسي والقوى السياسية كما أن حديث البرهان هو تبني واضح لوجهة نظر أنصار النظام المائت الذين ينظرون الى مبادرة فولكر انها ارتهان للقوى الخارجية، وتدخل للأمم الأمم المتحدة ، ودونكم المسيرة التي نظمها الفلول برعاية وأمان وضمان المجلس الانقلابي والتي تم حشدها أمام مكاتب البعثة الأممية وهتفت ضد فولكر وطالبته بالرحيل، هذا وان وجود عدد من الأطراف الخارجية الأخرى والتي تمثل الداعم الرئيسي للانقلاب على الحكومة المدنية والتي تعد غير راضية لدور الأمم المتحدة الباحث عن استعادة الحكومة المدنية في السودان وتحقيق مطالب ثورة ديسمبر المجيدة.
فالبرهان الذي قلل من مبادرة فولكر فات عليه أن مجلسه السيادي كان أول من رحب بمبادرة الأمم المتحدة والتي قال مجلسهم السيادي في بيانه وقتها انه يرحب بالمبادرة المتمثلة في تبني المنظمة لحوار رسمي بين المكونات السودانية المختلفة والشركاء الدوليين للتوصل لاتفاق للخروج من الأزمة الحالية.
وقال دكتور الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية، عضو المجلس السيادي في السودان (نتطلع بأن تحدث المبادرة اختراق حقيقي تجاه حل الأزمة السياسية السودانية الراهنة، مؤكداً أن السودان أمام مفترق طرق ويستوجب التدخل الأممي).
هذه كانت البدايات أن السودان أمام مفترق طرق تستوجب التدخل الأممي ولكن ماذا حدث فالمجلس السيادي كان في البداية يعتقد أن فولكر سيكون سهلا تطويعه حسب مايريد قادة الانقلاب ولكن الرجل اختار أن يسمع من الشعب السوداني وخرج عن للسيطرة العسكرية وأصبح يعمل بعيداً عن أعينهم لذلك تحول قادة الانقلاب من دائرة استخدام الأدوات المختلفة لهزيمة الرجل ومبادرته، الى منصة المواجهة العلمية والتصريحات الرسمية وقد يتخذ المجلس السيادي خطوات أكثر حدة في تعامله مع البعثة الاممية في أيام قادمات ولكن هل يتهور قادة الانقلاب في رفض البند السادس حتى يجدوا أنفسهم أمام مواجهة البند السابع !!