في المقابلة القصيرة التي أجرتها معه مؤخرا صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنكر رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين الشهير بطباخ بوتين، أية علاقة له بمرتزقة فاغنر الروسية، بل مضى أبعد من ذلك لينفي وجود فاغنر وأنه ليس على علم بأي دليل على وجود مجموعة فاغنر، معتبرا أن مايدور حول مرتزقة فاغنر ليس سوى أسطورة، ومضى طباخ بوتين في انكاره لينكر أية علاقة له بمحمد حمدان دقلو الشهير ب(حميدتي) قائد قوات الدعم السريع، وامعانا في الانكار قال أنه لم ير حميدتي على الاطلاق وأنه غير مهتم به، وذلك ردا على سؤال الصحيفة له عن هذه العلاقة التي كشفت عنها سابقا عدة تقارير تحدثت عن انخراط مجموعة فاغنر في عمليات تدريبية لجنود الدعم السريع بموجب اتفاق تم بينهما، وعندما واجهته الصحيفة بتقارير صحفية روسية تحدثت عن سفره مع شقيق حميدتي الجنرال عبد الرحيم دقلو من السودان إلى روسيا في أبريل 2019، قال لمندوب الصحيفة الذي أجرى معه المقابلة، أنت تستخدم بيانات لم يتم التحقق منها، وليس لدي أي علاقات بالأشخاص الذين حددتهم، لذلك لا أعرف من سافر إلى أين..لم أسافر معهم أبدا، وعلى ذات منوال النفي والانكار، أنكر طباخ بوتين يفغيني بريغوزين المعروف بعلاقته القوية بالرئيس الروسي بوتين ومن ثم علاقته بمرتزقة فاغنر الروسية، أية علاقة أو صلة له بشركة ميروقولد MeroeGold الروسية التي تعد احدى كبرى شركات تعدين الذهب في السودان، بل للعجب قال المستثمر ورجل الأعمال الروسي الكبير أنه لا يعرف عن هذه الشركة الروسية الكبيرة شيئا، ولا علم له بنشاطاتها التعدينية ولا انتاجها..الشئ الوحيد الذي اعترف به طباخ بوتين في كل تلك المقابلة هو علاقته باحدى السيدات السودانيات..
الحقيقة أنه لم يكن أمام طباخ بوتين ما يقوله عن كل المعلومات التي واجهته بها الصحيفة، غير أن ينكرها مصداقا للمثل السوداني الشعبي (الشينة منكورة)، والشينة هي كل عمل أو فعل أو قول شائن ومشين، وما كان متوقعا من الطباخ أن يعترف بعلاقته بمرتزقة فاغنر وشركة ميروقولد المتورطتان في أعمال قذرة ومشينة، بل الأدهى أنه أنكر وجود فاغنر من أصلو، رغم أن كل العالم من أقصاه الى أقصاه يعلم الكثير عن فاغنر وأعمالها القذرة، ولو كان الطباخ لم ينف وجود فاغنر واكتفى بنفي علاقته بها لكان في ذلك شئ من المنطق، لكن أن ينفي وجودها ابتداء، فقد أوقعه ذلك تحت طائلة مقولة (يكاد المريب أن يقول خذوني، ودعك من بقية أرجاء العالم التي تنشط فيها فاغنر، ففي سوداننا هذا ظهرت في العاصمة الخرطوم عام 2017، وكشفت ذلك جملة من التقارير الإعلامية المصحوبة بالصور، كما رصد الثوار وعدد من المراقبين وشهود العيان ايام التظاهرات شاحنة روسية الصنع تحمل رجالا من ذوي البشرة البيضاء يرتدون الزي الأخضر المموه، تتجول في شوارع الخرطوم، وكان هدف وجودها فى السودان لدعم النظام البائد فى مواجهة الحراك الثوري الذي بدأ فى التنامي ضد النظام، اضافة الى المهمة الاخرى المنوطة بها والمتمثلة فى حراسة مناجم التعدين التي كانت تنشط فيها عدد من الشركات الروسية، هذا غير مهام تدريبية خاصة كانت تضطلع بها مع قوات الدعم السريع، وتجدر الاشارة هنا الى ان الرئيس المخلوع البشير سبق له ان طلب الحماية من روسيا في مواجهة الولايات المتحدة، ابان زيارته لروسيا ولقائه الرئيس الروسي في منتجع سوتشي على البحر الأسود، كما كشفت صحيفة الصيحة السودانية في وقت سابق عن علاقة مشبوهة بين الرئيس المخلوع وهذه المجموعة الارتزاقية، وذلك بتنازل المخلوع عن أسهم حكومة السودان في قطاع تعدين الذهب لصالح شركة ميروقولد الروسية، مخالفا بذلك الاجراءات القانونية والمحاسبية..