رسالة في بريدي جاءت من مصري غاضب من مقالي السابق، سأنشرها كما وصلتني لتدركوا جيداً كيف أنهم لا يعرفون تاريخ بلادهم:
إلى ما تسمى سهير عبد الرحيم (السودانية) التي وصفت مصر بأم المصائب في مقال يعكس حقيقة قلبها المغلف بالسواد القاتم..
يا سهير إذا كانت هناك حالات إصابة بفايروس (كورونا) في أم الدنيا، فهذا يرجع لموقع بلادي الجغرافي وأهميتها التاريخية وحضارتها الضاربة في أعماق التاريخ، فأصبحت قبلة الزائرين من كل حدب وصوب، وباختلاف الأديان والعقائد والأجناس والأعراق تبقى الأهرامات منارة العالم والشاهد الأول على التاريخ ورمز بناء الدولة في وقت انصحك بالبحث فيه عن مواقع أجدادك ــ إن وجدوا..
كونك من بلاد تقطعت أوصالها بسبب الانقلابات والانقسامات والحروب الأهلية والتمرد المسلح وانتشار الأوبئة والفقر، وربما لأن أجدادك لم يبعثوا وقت بناء الأهرامات وتوزيع الحنطة المصرية على قبائل الجوار الرحالة التي ضربتها المجاعة.. فلن ولم تدركي معنى ما طرحته على مسامعك الصماء..
تحدثت هذه السهير بأن مصر نشرت الوباء في الخليج، لكنها غفلت أن سبب هذا كان إيران التي استأجرت بلادها وجيشها ورئيسها البشير لعقود مقابل دراهم معدودات.. لكن المصلحة بتحكم!
اعتبرت أن إيطاليا وبريطانيا انتشر فيها (كورونا) بسبب مصر، رغم أن الإصابات المصرية أقل بكثير جداً مما حدث في هذه البلدان، وتعامل الحكومة المصرية كان أكثر إنسانية من جونسون الذي طالب شعبه بتوديع أحبائه.. ولكن سواد القلب عمى أعيونها واستغلت الوباء لمهاجمة مصر بدولارات معدودات كعادتهم (لمن الملك اليوم .. لمن يدفع أكثر).
صدرت مصر يا بنت السودان ــ لا أعرف الشمالي ولا الجنوبي ــ الطب والهندسة والفيزياء والجغرافيا للعالم، واستخدمت كليوباترا جدتنا أدوات الزينة والنظافة والتجميل والتعطير والتعقيم والتحنيط قبل أن تميز جداتك الفرق بين الإنسان والحيوان وأن لكل منهما سلوكيات مختلفة ..
حدثتينا عن فرشة الأسنان والسواك والصابون والعطر، ولكن غفلتِ أن أجدادكم السودانيين تعرفوا على هذه المنتجات من بيوت المصريين وقت عملهم فيها.. لن أعكر مزاجك يا سوسو بالمزيد .. ستبقى مصر أم الدنيا وستظلين سوداء القلب والضمير.
• انتهت الرسالة.
حسناً نقول لهذا المصري إنك تحتاج ان تراجع شهادتك الثانوية العامة او الجامعية إن وجدت، لأن الجهل بالتاريخ يطفو من خلال أسطرك البائسة.
لن أرد عليك بأكثر من ان جدودي هؤلاء وحين حمى الوغى في معركة كرري كتب الضابط الانجليزي انهم وحين قاموا بدفن القتلى لم يجدوا احداً من جنود المهدية مصاباً في ظهره او مطعوناً من الخلف، بل كانت كل الاصابات في الصدر او مقدمة الرأس، هل تعرف ماذا يعني هذا …!! يعني ان جدودي لا يولون الأدبار ويقابلون الموت بصدور عارية، وهو ما لا تدركه، لأن كل حروبكم التي خضتم فيها كان الجنود السودانيون يتقدمون الصفوف، لأن الموت لدينا عز وفخر ودليل رجولة، ولم يحدث ان (ابتل) بنطال جندي سوداني في معركة.
اما كيلوباترا التي تتشدق بها، ففي الوقت الذي كانت تسعى فيه ملكتك للزواج بماركوس انتونيوس وتمارس معه البغاء، كانت الملكة السودانية اماني ريناس تحارب ملك العالم الامبراطور اغسطس الذي اجتاح العالم بما فيه مصر، حيث قادت جيشها وذهبت الى اسوان وطردت الحامية الرومانية واسرت عدداً من اجدادك، واستولت على تماثيل اغسطس المصنوعة من الذهب والبرونز.
اما ما لا تدركه حقاً ايها (الصغير)، فهو ان رماة الحدق النوبة حكموا مصر (450) عاماً بسبب حصان حين بلغهم انكم تهينون الخيول.
خارج السور:
جدودي وحبوباتي نعرف معدنهم الأصيل جيداً، فجدي لم يقل (أنا ربكم الأعلى). وجدتي لم تتحرش بسيدنا يوسف عليه السلام .. و..
* حلايب سودانية.