(1) (1) • شكك كثيرون في (الصور) التي نشرت للرئيس السابق عمر البشير أمام سجن كوبر وهو يظهر بـ (شال) يعمل (اتماتيكياً)، وهو يظهر بين كل خطوة والأخرى بلون مختلف عن لونه الذي ظهر به (تطريزه) في الصورة السابقة. • سبحان مغيّر (الشالات)!!. • فوق هذا فإن البشير ظهر في صورة بلحية وشارب (أسود)، وظهر في الصورة الأخرى بنفس اللحية والشارب ولكن بلون (أبيض)، ولا أعتقد أن المدة الزمنية بين الصورة الأولى والصورة الثانية تستغرق كل ذلك الوقت الذي جعل شعر الرئيس المخلوع يبيض بعد إن كان مسوداً. • البشير امتطى سيارة فارهة في طريقه للنيابة من أمام سجن كوبر وسط حضور أشبه بالحضور الاحتفالي، وكأن الرئيس السابق في مهمة رئاسية قبل (اقتلاع) نظامه، فقد أوشكت أن أسمع هتاف (سير سير يا البشير) وسط الحضور الأمني الذي كان محيطاً بالرئيس السابق. • إذ لم يبقَ للبشير غير (عرضته) الشهيرة وهو يلوح بعصاه (راقصاً) تحت أنغام أغنية (النار ولعت بي كفي بطفيها). • أضف الى كل ذلك الحالة المعنوية العالية التي ظهر بها البشير، فهو كان أشبه بوالد العريس، في وقت تعاني فيه البلاد وتعيش جحيم أزماتها بسبب ما اقترفه نظام البشير في حق السودان الذي مازال يحاصر بتلك الأزمات التي تعتبر امتداداً لفساد الدولة العميقة.(2) • موقع (الجزيرة نت) نشر معلومات جديدة عن الوضع في سجن كوبر وجاء في التقرير المنشور على الموقع الإشارة الى أن البشير يبدو في حالة صحية جيدة ويزوره طبيب متخصص في العيون وآخر في الأذن والأنف والحنجرة. • هذه رعاية (طبية) لم يجدها المصابين في أحداث مجزرة 29 رمضان الذين حرموا من المتابعة الطبية حتى وهم في المستشفيات الخاصة يسألون الصحة إلحافاً علاجاً ودواءً قبل أن ترتفع أرواحهم للرفيق الأعلى. • المجلس العسكري وفر تلك الخصائص الطبيبة للبشير وهو حبيساً، لمراجعة عينه وأذنه وأنفه وحنجرته، وهي خصائص لم يجد منها شيئاً من أطلقت الذخيرة الحية على رؤوسهم المرفوعة وصدورهم المفتوحة وعيونهم الجاحظة وأنفوهم الشامخة وحناجرهم القوية، وهم يهتفون بسلمية الثورة وينضحون حباً بالوطن. • كانت مليشيات البشير.. تقتحم العنابر وغرف العناية المركزة لترهب الأطباء وتمنعهم من إسعاف الجرحى والمصابين..والسلطة الآن تبذل كل ما في وسعها لتوفير (الأطقم) الطبية للرئيس المخلوع. • البشير في سجن كوبر كان يرتدي الزي الشعبي ويتمتع بمعنويات عالية..ويقيم في غرفة بها سريرين وحمام داخلي. • ويتمدد عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السابق حسب تقرير (الجزيرة نت) على سرير خشبي. • وقبل ذلك كانت قد أشارت بعض التقارير الى إدخال أجهزة كهربائية حديثة لسجن كوبر لينعم رموز النظام السابق بخدمات فندقة (5) نجوم في سجن كوبر. • لو وجدت قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير ذلك التعامل من المجلس العسكري، لوقع الاتفاق بين القوتين في فترة لا تتجاوز الـ(24) ساعة. • مؤسف أن يكون التعامل مع الذين أفسدوا في النظام السابق.. من فصلوا البلاد وارتكبوا الكثير من الجرائم وأفسدوا في الأرض أفضل من التعامل مع المحتجين والمعتصمين الذين لم يطلبوا أكثر من الحرية والسلام والعدالة.(3) • في بلدي يموت الأبرياء بالرصاص والذخيرة الحية وهم يبحثون عن مستقبل أفضل لوطن تنهكه الأزمات والجراحات النازفة، ويعيش من أفسد في الأرض كما يعيش الأمراء والملوك في العهود البائدة. • في بلدي يمنع تصوير البشير في سجن كوبر احتراماً لخصوصيته، وهو الذي سبق أن اتهمه من قبل مجلس الأمن بإبادات جماعية تجاوزت الآلاف في دارفور دون أن يرمش له جفن او يرق له قلب. • في بلدي توفر العدالة برفاهية عالية في محاكمة صورية لشخص أجاز العمل بفتوى غير صحيحة للإمام مالك تجيز قتل ثلث الشعب او نصفه لصالح الفئة الحاكمة. • الغريب أن من يوفر ذلك هو المجلس العسكري الذي حدثت في فترته مجزرة 29 رمضان التي راح ضحيتها أكثر من مائة شهيد بسبب إطلاق الرصاص على معتصمين في حرمة الشهر الفضيل. • المجلس العسكري الذي يرى في (الإنترنت) تهديداً للأمن القومي للبلاد.. وفي تصوير البشير اختراقاً للمحاكمة العادلة!!. • محامي المخلوع محمد الحسن الأمين قال هنالك من ذرف الدموع أمام النيابة تعاطفاً مع البشير. • نسي هؤلاء من ذروفوا (دمائهم) في شهر رمضان، وكأن الشباب الذين استشهدوا في شارع النيل وأمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة لا بواكي عليهم..لا صاحب ولا أهل. • هؤلاء لم يكونوا من (خشاش) الأرض..كانوا (أناساً) أيضاً. (4) • قال الرئيس المخلوع بعد سقوط كل ذلك العدد من الشهداء الذي وصل لأقصى مدى له في 29 رمضان وتجاوز المائة شهيد في ليلة رمضانية قبل حلول عيد الفطر المبارك، وهو (ضاحكاً) إنه يشتكي فقط في كوبر من (كثرة البعوض). • البشير يشتكي (كثرة البعوض) في سجن كوبر!! – وهو نفسه الذي قتل في ولاية حكمه الشهيد المعلم أحمد الخير عوض الكريم في سجون أمنه من وطأة التعذيب وقد كاد المعلم أن يكون رسولا. • في محاكمة البشير يبدو أننا سوف نكتفي بلسعات البعوض الذي قام بذلك الدور مشكوراً، فما لنا من القصاص والحساب أكثر من ذلك!!. • في معتقلات نظام البشير مات من شدة التعذيب كل أولئك الشهداء. • الشهيد عبد الرحمن الصادق محمد (سمل). • الشهيد محجوب التاج محجوب إبراهيم. • الشهيد فائز عبد الـله عمر. • الشهيد حسن طلقا. • ويشتكي البشير من بعد ذلك من كثرة البعوض!. • على البشير أن يطبق فتوى الإمام مالك في بعوض سجن كوبر..فهذا وضع للفتوى أفضل من وضعها السابق.