صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سنموت في أسبوعين !

30

للعطر افتضاح

د.مزمل ابوالقاسم

سنموت في أسبوعين !

* وددنا لو أن قرار حظر التجوال سرى من فوره، ليُنفذ من مساء أمس، ويمتد (18) ساعة على الأقل، بدلاً من تأجيله إلى اليوم، وقصره على عشر ساعات، فإيطاليا التي تعامل مسئولوها مع الكورونا باستهتار، وتنافس ساستها في استثمار التحذيرات الأولية بخصوص المرض الفتاك لتحقيق مكاسب آنية لأحزابهم شيعت يوم أمسٍ الأول ثمانمائة فردٍ من مواطنيها.
* يعكس الرقم قيمة (اليوم) في معركة بقاء أو فناء، تخوضها معظم دول العالم بكل ثرواتها وإمكاناتها، وتقف عاجزةً عن منازلة عدو يقل حجمه عن حجم الإنسان العادي خمسة ملايين مرة.
* بالمثل يعكس القرار ثقافة (المَهَلة) التي تسيطر على بلادنا، الفاقدة لأبسط المعينات الصحية، بمستشفيات كالخرابات، تفتقر إلى أبسط الأدوية والمستهلكات الطبية، ناهيك عن أجهزة التنفس الاصطناعي، التي ينحصر عددها في أقل من مائتي جهاز بطول البلاد وعرضها.
* يقول المثل (الوقاية خير من العلاج)، وكورونا ليس لها علاج، ما خلا الوقاية بالبقاء في المنازل، وارتداء الكمامات، والابتعاد عن الاختلاط بالآخرين، وتطبيق تعليمات التعقيم والنظافة بالتزامٍ يصل إلى درجة الهوس.
* ثقافتنا الاجتماعية تزدري معظم الاحتياطات اللازمة للوقاية من الفايروس الخطير، فالتجمعات في الشوارع والأسواق وسرادق العزاء على حالها، والمصافحة بالأيدي مستمرة، ناهيك عن عدم اهتمام غالب المواطنين بارتداء الكمامات، بعد استغل بعض الجشعين المجردين من الدين والأخلاق ارتفاع معدل الإقبال عليها لرفع سعرها إلى أكثر من (400) جنيه.
* عطلت السلطات السعودية صلاة الجماعة في الحرم المكي وكل مساجد المملكة، وأوقفت السعي والطواف وحظرت العُمرة، وأغلقت أبواب المسجد النبوي الشريف سعياً لحماية الناس من التعرض للوباء، وبالمثل منعت الحكومة المصرية الصلاة في الأزهر الشريف ومسجد الحسين، وظلت مساجدنا على حالها، مفتوحةً كأن شيئاً لم يكن.
* بقي الزحام في أسواقنا على أشده، فالناس في بلادنا لا يعبؤون بالتوجيهات الرامية إلى حظر كل أشكال التجمع، والتزام المنازل، لذلك كان من الضرورة بمكان أن يتخذ القرار طابع الصدمة، بتنفيذ حظر تجوال شامل، يتزامن مع إغلاق معظم المؤسسات الحكومية والخاصة، وتعطيل التنقل بين الولايات تماماً، بدلاً من حصره على منع البصات.
* حزمة الإجراءات التي أعلنتها الدولة أمس ليست كافية لمحاصرة الجائحة، لكن شيء أفضل من لا شيء.
* أعضاء مجلس الأمن والدفاع الذين حضوا الناس على عدم التجمع لم يتقيدوا خلال مؤتمرهم الصحافي بالمسافة الآمنة التي حددتها السلطات الصحية، لتجنب الإصابة بالعدوى، ولاحظنا أنهم لم يرتدوا الكمامات، ما خلا وزير الصحة الذي ارتدى كمامةً عاديةً، وبادر بخلعها أثناء تلاوة بيان المجلس.
* منع تفشي كورونا في بلادنا يستلزم تطبيق حزمة الوقاية كاملة، وبالعدم (سنموت في أسبوعين)، وفِي هذا الصدد نشيد ببعض حكومات الولايات التي سبقت المركز في إغلاق الأسواق وحظر التجمعات وإغلاق الأندية والمطاعم والمقاهي ومنع الحفلات، وصولاً إلى حظر التجوال، بينما أتى رد فعل المركز بطيئاً ومتواكلاً كالعادة.
* ما زلنا نتساءل عن موضع مؤسسات القطاع الخاص والشركات الكبيرة والمصارف والمصانع من الأزمة، إلى متى ستوالي بخلها، وحتامَ ستغل أياديها عن الدعم؟
* سرَّنا أن يبادر البرهان إلى مخاطبة الشعب لحضه على الالتزام بالتعليمات، والتوجيه بوضع كل إمكانات الدولة تحت تصرف لجنة مكافحة الكورونا، وظهوره يدفعنا إلى التساؤل عن مسببات احتجاب حمدوك وصمته المحير.. إن لم يظهر رئيس للوزراء في هذا المعركة الحاسمة والظرف الصعب ليخاطب شعبه، فمتى سيظهر ويتحدث؟

اليوم التالي

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد