صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سماحة فيصل( و)عودة المهدي (.. ثم ماذا بعد؟!

15

على كُل

محمد عبد القادر

سماحة فيصل( و)عودة المهدي (.. ثم ماذا بعد؟!


ما أحوج السودان للحراك الإيجابي والخطاب المتسامح الذي ينتهجه نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الدكتور فيصل حسن إبراهيم تجاه القوى السياسية.
الرجل أشاع قدراً من السماحة والاعتدال في لغة الخطاب مع الآخر ودرج على مخاطبة الساحة السياسية بما تستحق من اعتدال ينتقل بالعلاقات مع الأحزاب إلى مربع التعاون والانحياز للهموم الوطنية الكبيرة.
لم يمنع ترتيب الأوضاع داخل حزب المؤتمر الوطني وما تبعه من الجراحات المتواصلة والمتلاحقة في جسد الحكومة والسياسات؛ فيصل من الانفتاح تجاه الآخر بخطاب متوازن ومحترم يحقق التماسك الوطني ويفضي إلى إشراك الجميع في مسؤولياتهم تجاه السودان.
قبل أيام كانت تصريحات الدكتور فيصل المرحبة بعودة الإمام الصادق المهدي تشيع قدرا كبيرا من الارتياح في أوساط الشارع السوداني، عبر فيصل بهذه التصريحات مرحلة القطيعة النفسية بين المهدي والمؤتمر الوطني، وقد تطاول أمد الخلاف بين الطرفين، فيصل تبني خطابا متصالحا تجاه زعيم حزب الأمة وأمام الأنصار نبه الجميع إلى حالة انفتاح تنتظم البلاد، وطمأن السودانيين على مستقبل السودان تصريحات نائب رئيس المؤتمر الوطني تعليقاً على عودة الإمام تجاسرت على مرارات كثيرة وانحازت لأوبة المهدي، معززا مكرما إلى بيته في الملازمين.
لغة دكتور فيصل المهذبة استصحبت رمزية الرجل التاريخية ولم تغفل كفاءته السياسية وقدرته على تحريك الجمود وإعادة الحيوية للساحة الداخلية مع اقتراب قيام الانتخابات.
أمس الأول سألتني مذيعة النيل الأزرق المتطورة منى الطيب في برنامج )بعد الطبع( على فضائية النيل الأزرق عن مشروع وحدة مرتقبة بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي، التطور المعلن يمر عبر بوابة التحالف في الانتخابات والذي من المنتظر أن يكون معيارا لقدرة الحزبين على تطوير العلاقة لمرحلة الوحدة، الخبر كان يشير إلى أن ما رشح من معلومات تم تسريبها من لقاء جمع الدكتور فيصل كذلك بالدكتور علي الحاج الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي.
الخبر أورده الزميل الصحفي الموثوق والموهوب و)الواصل( طلال إسماعيل المتخصص في أخبار الإسلامين، لذلك لم يكن أمامي غير تصديقه والبناء على حيثياته المعبرة عن أشواق الإسلاميين.
لو استمر فيصل على هذا النسق من الحضور المعتدل والمتسامح في الساحة السياسية، فإن حالة من التعافي ستنتظم العلاقة بين الحكومة والقوى الأخرى تهيئ المسرح إلى انتقالات إيجابية في مسيرة تحقيق الاستقرار.
بصراحة يحتاج الوطني إلى نموذج فيصل في تفعيل علاقته مع الآخر، لم يعد هنالك وقت لاستعراض العضلات وتبني لغة المواجهة نحتاج خطاباً يجمع ولا يفرق، ونتمنى توظيف كثير من التطورات والظروف لتحقيق السلام والإجماع الوطني.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد