اليوم التاسع من يونيو 2019 يبدأ العصيان المدني كرد فعل حتمي بعد مجزرة فض اعتصام القيادة العامة التي فقدت فيها البلاد أكثر من 100 من خيرة بنيها من المعتصمين على يد (الجنجويد) ومليشيات النظام المدحور غير المئات ممن أصيبوا إصابات بالغة وذلك على مشهد ومسمع وصمت وربما مباركة من (جيشنا) الحارس مالنا ودمنا ممثلاً في جنرالات المجلس العسكري الإنتقالي الذين كانوا يكثرون من ترديد عبارات (حسم الفوضى) و (المتفلتين) و (أوكار الجريمة) ممهدين الطريق لهذه المجزرة البشعة التي لم يعرف السودان لها مثيلاً في تاريخه الطويل .
نعم لم يتبق لدي الشعب السوداني الأعزل الصابر المكلوم الذي سوف يظل يلعق جراح الغدر والخيانة طويلاً غير العصيان المدني الشامل الذي ينتظم اليوم بإذن الله جميع مدن البلاد ، والعصيان الشامل يعني المقاومة السلبية ورفض الامتثال لأوامر سلطة هذا المجلس الغاشم وذلك مواصلة للسلمية التي بدأت وإستمرت بها هذه الثورة الظافرة بإذن الله على الرغم من القمع الوحشي الذي قوبلت به .
على المواطنين ألا يستهينوا بالعصيان المدني فهو سلاح فعال و(تكتيك) ناجع تم إستخدامه بنجاح بواسطة كثير من الحركات الإجتماعية في وجه الأنظمة الباطشة خلال القرن الماضي كالهند ( حملات غاندي من أجل العدالة الاجتماعية) وكذلك حملات مقاومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وأيضاً قد تم إستخدامه في حركة الحقوق المدنية الأمريكية وعربياً فقد لجأ إليه المصريون في مقاومتهم للاحتلال البريطاني في ثورة 1919 السلمية ، كما كان العصيان سلاحاً ماضياً في إفشال الكثير من (الإنقلابات العسكرية) في العالم .
والتجارب القريبة للعصيان المدنى والتي أحرزت نجاحاً باهراً حدثت فى بلدان الثورات الملونة، فى وسط وشرق أوروبا ووسط آسيا، حيث انتهى العصيان بخلع سلوبودان ميلوسوفيتش فى صربيا عام 2000، والثورة الوردية فى جورجيا التى أدت إلى خلع إدوارد شفرنادزه فى 2003، و الثورة البرتقالية فى أوكرانيا التى عام 2004.
إبتداء من اليوم سوف يكون :
– الشوارع فاضية .. مافيش لا تاكسى ولا حافلة لا أمجاد لا باص
– طلمبات الوقود مقفلة
– البنوك والشركات والمؤسسات والمصانع والأسواق والمحلات التجارية والمصالح الحكومية متوقفة عن العمل .
– المستشفيات والمستوصفات والمعامل متوقفة ما عدا الحالات الحرجة .
– العمل في الموانئ والمطارات وخطوط السكة حديد متوقف
– مافيش كورة وإستادات
– مافيش جامعات وللا مدارس ولا معاهد
وغير ذلك من أسباب توقف حركة الحياة وهنا يجب أن نذكر بأن أهم شرط من شروط نجاح العصيان المدني هو تحقيق أكبر نسبة من الإجماع والمشاركة وفي هذا الصدد يقول غاندي (إن اللاعنف الذي يستطيع فرد ما استخدامه لن يكون ذا فائدة تذكر للمجتمع، فالإنسان كائن اجتماعي) كما ننوه إلى ضرورة الوحدة والإصرار على المطالب مهما تعرض الشعب إلى أي نوع من أنواع القمع والعنف ومقابلة ذلك بذات السلمية التي بدأت وإستمرت بها الثورة .
إننا والحزن يلف أفئدتنا والعبرة تخنقنا ودموعنا لم تتوقف أثر فقدان فلذات أكبادنا بهذه الصورة الغادرة الخسيسة يجدر بنا أن يكون عصياننا عصياناً مدنياً كبيراً وشاملاً يجعل هذا (المجلس) المتآمر وأذياله يفقدون السيطرة ويجثون راكعين أمام مطالب هذا الشعب العظيم .
كسرة :
ليس لنا غيرك يا الله .. بسم الله نبدأ ….
تنويه :
الكاتب يعلن توقف الكسرات الثابتة … المطلب أصبح واحد وهو (القصاص) من قتلة جميع الشهداء ومحاكمة كل الفاسدين …