صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

زيرو .. ون

17

صباحكم خير

د ناهد قرناص
زيرو .. ون


قرأت قبل أيام مقالا طريفاً عن الصفر والرقم )واحد( ..المقال يتهم الصفر والواحد بأنهما أس بلاء الأرقام جميعاً ..ولو أن الأرقام أتيحت لها فرصة التقاضي أمام المحاكم ..لطلبت الارقام مقاضاة الصفر والواحد ..لييييه ؟ يقول المقال ..إن ضرب أي رقم بالصفر ..الحاصل صفر ..مهما كانت قيمة الرقم المضروب ..ملايين ومليارات تصير )ولا حاجة ( بمجرد أن يتم ضربها بالصفر . اما الرقم واحد فهو لا يؤثر في الرقم المضروب ..مهما كانت قيمة الرقم المقابل ..ستكون هي ذاتها ..لا راحت ولا جات ..وكأنه لم تكن هناك عملية حسابية تم اجراؤها ..شفتوا كيف ؟
هل خطر على ذهنك أن أحدهم ..قد يدخل حياتك ويهدم كل ما فيها ويحيلها ركاماً ..؟ إنه ذلك الكائن ذلك الصفري الكبير ..الذي تفتح له الباب بكامل قواك العقلية ..وتتركه يعيث فساداً في دواخلك ..وما أن تحاول أن تردعه ..تجده قتل كل جميل ..وأباد كل زهرة متفتحة ..وجلس واضعاً رجلاً على الأخرى مبتسماً سعيداً بانتصاره ؟ إحدى المعارف كانت موهوبة بالرسم ..تحب ضرب الفرشاة على القماش الأبيض ..لتكون حدائق ووجوه مليحة ..كانت تحلم بان تغزو لوحاتها كل المعارض والمتاحف ..التقيتها بعد سنوات ..اذا بها ذابلة ..سألتها عن الرسم ..لاحت على وجهها ابتسامة شاحبة ..عرفت منها أنها تزوجت قريباً لها ..)كائن صفري كبير ( أحال حياتها جحيماً ..ضرب وتعذيب وشتائم ..وعندما انفصلت منه ..ترك لها الاطفال وهرب ..وأضحت هي تور الساقية التي لا ترحم ..وصارت كل تلك الأحلام ..مجرد ذكرى بعيدة بعد أن اصبحت هي مجرد شبح إنسان. ..
هو كان يحلم بالتغيير ..كان فارس الكلمة أيام الجامعة ..مرحاً تحيط به الجموع أينما حل ..تزوجها بعد أن رآها في عرس أحد أقاربه فأعجبه حسنها ..سافر بها إلى الخليج ..ولم يعد حتى الآن ..توقفت عجلة طموحاته عند تاريخ زواجه ..لم يضف شيئاً لسيرته الذاتيه ..صار مجرد موظف يخرج صباحاً ليأتي مساء ..داخل بيته تناسل السأم وأفرخ مللاً وصمتاً ..كانت عباره عن الرقم واحد ..لم تضف إليه شيئاً ولم تغير في قيمته شيئاً …عندما تراها يعجبك حسنها ..وبس خلاص ..الآن صار رافعاً شعار )لقد هرمنا( .. ألم يكن مخطئا حين تزوج بمن تحمل شعار الرقم واحد ؟
الناس على شاكلة زيرو ..ون ..لا يشكلون إضافة إلا لو وضعتهم بجانبك دون مخالطتهم .. لا تدعهم يفسدون عليك حياتك ..الكائن الصفري ..عادة انتقادي ..لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب ..يثير زوبعة من أجل اخطاء صغيرة ..يحاول دائما تعطيل الدفة لكيلا تسير المركب في الاتجاه المراد .. اما الكائن الواحدي ..فهو شخصية سلبية ..يثرثر كثيراً ..ولا يضيف لك معلومة …ولا يساعدك في اتخاذ قرار مصيري …يفضل الجلوس بجانب الحائط ولا يشجع على المغامرات ..ولا التفكير خارج الصندوق ..وبالتأكيد لن يكون بجانبك لو حدثت أي كارثة أو مررت بمنعطف صعب في حياتك ..أما الكائن الصفري سيكون أول الشامتين في هكذا مواقف .
أبحثوا عن من يضيف لحياتك لا ذلك الذي يخصم منها ..أصحاب الطاقة الايجابية الذين يزرعون الابتسامة في كل مكان ..أبعدوا عن كائنات زيرو ..ون ..دعوهم وشأنهم ..ربما يقتربون من بعضهم البعض ..حينها فقط ستكون لهم قيمة.. خاصة لو كان موضع الصفر على الجانب الأيمن .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد