@لا أحد يصدق حجم الدمار و الانهيار الذي لحق بالبلاد ، جراء حكم الانقاذ و الذي تعبر عنه فقط المقولة الشهيرة ، ” لو أن تدمير السودان اوكل الى شركة او مؤسسة او حتى دولة عظمى متخصصة في تدمير البلدان لما نجحوا في بلوغ هذا الدمار الذي بلغناه الآن في زمن الانقاذ . هاهي الانقاذ وصلت الميس والكل يتساءل الحل شنو و البلد دى ماشا على وين؟ لم يحدث ما نعيشه اليوم ان حدث من قبل لذا لا يوجد من يملك التصور و يفسر الحال غلاء طاحن و انعدام سيولة و انعدام وقود و انعدام خبز وارتفاع جنونى للاسعار بمعدل مرتين فى اليوم و الاهم من كل ذلك ما حدث من انهيار و تردي في القيم الاخلاقية و الدينية . لا توجد حكومة في العالم ادمنت عدم الصدق على شعبها مثلما فعلت الانقاذ التي تشرنقت من مشيمة الخداع و تشكل حامضها النووي من الأكذوبة الكبرى )للقصر رئيسا و الي السجن حبيسا ( ، الخلية الجذعية لنظام الانقاذ و من شب على شيء شاب عليه .
@ خلال عشرين عاما فقط خرجت النمور الآسيوية كقوة إقتصادية جبارة هددت الاقتصاديات الرأسمالية العريقة وخلال نصف هذه المدة إنطلقت الجارة الاثيوبية الى مصاف الدول الناهضة في افريقيا إذ أنها استطاعت توظيف امكانياتها المتاحة المتمثلة في القوي البشرية الهائلة غير المدربة وغير المؤهلة وتلك التي تصنف بالفاقد التربوي والعاطلين الذين سُهِلت لهم طرق الهجرة الى الخارج و اتخاذهم السودان مركز للانطلاق نحو دول العالم ، يشاركوننا الطعام والكساء و العلاج و المياه بقوة عين لأنهم لم يجدوا حكومة مثل حكومتهم لا تسمح بهكذا فوضى وتسيب و تواجد غير قانوني . من خلال جيوشها الغازية للسودان تمكنت اثيوبيا من تحقيق تراكم مالي ضخم بالدولار من تحويلات رعاياها الغزاة لممارسة العمل المصرح به وغير المسموح من أجل النهوض بوطنهم اثيوبيا التي شقت الجبال وسيرت قاطرات الانفاق والسودان ما يزال في الوحل وزفت الطين و في مزيد من المعاناة .
@ عندما صدح شاعر الشعب محجوب شريف بأشعاره الوطنية عقب انتفاضة مارس ابريل لم تكن البلاد بهذا السوء الذي نعيشه الآن في ظل الانقاذ. وقتها ردد كل الشعب مع محجوب رائعته )حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي( ، كان الحلم وقتها ميسور، بسيط ) نحلم نقرأ نتداوي( تركيزا علي التعليم و الصحة والتي منها تنطلق كل المشاريع الضخمة التي هي أيضا في حكم الممكن )مكان السجن مستشفي ، مكان المنفي كلية ،مكان الاسرى وردية ، مكان الطلقة عصفورة(. وضع شاعر الشعب خارطة طريق سهلة التحقيق ، لم تكُ تحتاج الخنوع لامريكا أوالركوع لدول البترودولار أو الارتهان للأجنبي ، و إنما المطلوب فقط )إرادة ، سيادة و حرية ( حتي يصبح لنا )وطن شامخ ، و طن عاتي ، وطن خير ديمقراطي ، مالك زمام أمرو ، متوهج لهب جمرو ، وطن غالي ، مدد للارضو محتلة ، سند للايدو ملوية ، وطن حدادي مدادي (. بكل هذه الكلمات البسيطة و البليغة كان كل ذلك ممكن التحقيق ولكن و لسوء حظنا العاثر أن وقعنا في براثن من لا يخاف الله ومن لا يرحم شعبه .
@ بعد أن فرطنا في خارطة طريق محجوب شريف لبناء وطن خير ديمقراطي أصبحنا نبحث عن وطن تتوفر فيه أبسط مقومات الحياة الآدمية و الإنسانية . الفوضي أصبحت منفستو للحكم و الفساد اضحي مضمار يتنافس فيه المتنافسون من اهل الحكم وبدأت القيم الاصيلة للشعب السودان تحل مكانها ثقافة السقوط و الانهيار الاخلاقي وانعدام الشعور بالأمن و كل يوم تطل علينا انواع و اشكال من الجرائم الدخيلة التي لم نعهدها و أصبح الهم الكبير الآن كيف الحصول علي لقمة العيش التي )تناقصت( و انعدمت عند الغالبية وصارت الشكوة هي الصوت المرتفع المعبر عن الظلم و القهر ولم يعد هنالك مسئول او راع يهمه حال العباد وما بلغته الاحوال من سوء و تردي في كل المجالات ، أصبح الموت امل مرتجي ، لا يفر منه أحد ، يستعجل الناس لقاءه بصدر رحب ولم يعد بالأمر المخيف . الخطورة أن صار الصبر من أشكال الخنوع و الاستسلام ولم يعد أحد من هؤلاء )الفرحانين( بالحكم يراجع نفسه او حتي يستغفر الله في سره لما بلغه المواطن من سوء حال بسببهم و هم في )فرحهم و لهوهم يعمهون( غير آبهين أو مهتمين وكأنها آخرتهم ، نسوا تماما أن )الكفن مافيهو جيوب( والحكمة السودانية ، )تبني تعلي ، تفوت تخلي( . أضاعوا شعبا كاملا لا يستحق ان يحكمه هؤلاء بسياساتهم الخائبة الملتبسة ويتجملون بالعبارات المخادعة لتحقيق أهداف )الزيرو( السخيفة ،)زيرو عطش ، زيرو نفايات ، زيرو حفر ، زيرو سلاح ، زيرو مرض ، زيرو بعوض ، زيرو ..الزيرو .( قبل كل شيء أبحثوا يا هؤلاء أولاً عن الوطن الذي أضحي زيرو كبير.