. مع تسجيل محمد عبد الرحمن للهدف المبكر في ملعب المنافس الجزائري توقعت أن ترتفع غلة الهلال من الأهداف لأسباب عديدة.
. ولا أنكر أنه مع توقع الفوز العريض لحظتها انتابني احساسان متضاربان.
. فمن جهة أردت أن يظفر الهلال بثلاث نقاط مهمة كان من الممكن أن تحسن وضعه في المنافسة كثيراً.
. لكنني في ذات اللحظة تخوفت من أن يخدرنا الفوز العريض إن تحقق ويعيدنا لتوهم الأشياء.
. كنا سنطالع مانشيتات ومقالات وتعليقات مهولة حول (وهمة) أن تغيير المدرب قد أتى بمفعول السحر، وأنه لولا إقالة زوران لما تحقق الانتصار.
. كانت واثقاً من أننا سنتغافل عن عمد حقيقة أن تغيير المدرب، أي مدرب يكون قد واجه حملات مستعرة يمكن أن يظهر بعض الايجابيات.
. لكنه يظل تغييراً، وربما تحسناً مؤقتاً.
. فليس هناك مدرباً مهما علا شأنه يمكن أن يغير الكثير في فريق كرة بين عشية وضحاها.
. لكن البديل يمكن أن يلعب على الجوانب النفسية، فيحدث مثل هذا التغيير، سيما أن الجميع مهيئون له.
. وأذكر أنني عندما عانى ريال مدريد في إحدى الفترات وكان بديل مدربهم الكارثي آنذاك هو زيدان كنت أقول لبعض أنصار الريال أن ما تتابعونه يرتبط بصورة وكاريزما زيدان واستفادته منهما في تعامله مع اللاعبين أكثر من كونه تغييراً جذرياً في التشكيل وطرائق اللعب.
. أجرى المدرب كمال الشغيل تعديلات في التشيكلة وطريقة اللعب، لكن ذلك لم يات بمفعول السحر الذي توقعه الكثيرون متى ما تمت اقالة زوران.
. ومرد ذلك إلى معضلات كرة القدم السودانية ومشاكل لاعبينا التي لا تحصى ولا تعد.
. وهو ما تجاهلناه دائماً وتعمدنا تعليق الأخطاء على شماعة المدربين.
. وما حدث بالأمس يفترض أن يؤكد ذلك ويجعلنا نفكر بعقلانية وبعيداً عن العواطف.
. فقد أحدث التغيير أثره النفسي، وواجهنا خصماً واهن الدفاع وسجلنا بملعبه هدفاً مبكراً، وبالرغم من كل ذلك لم نحقق الإنتصار وفشلنا في المحافظة على الشباك نظيفة.
. صحيح أن حكم اللقاء لم يكن منصفاً بما يكفي، لكن ذلك من الأمور الواردة دائماً في اللعبة.
. وغض النظر عن ذلك لابد أن نتساءل: ماذا عن لاعبينا وعجزهم المستمر عن استغلال الفرص والتعامل مع المباريات بشيء من الاحترافية!
. ماذا عن الأخطاء الساذجة التي لن يستطيع أي مدرب في الكون أن يفعل تجاهها الكثير!!
. أخطاء بدات من الحارس وتحركاته الفوضوية في الكثير من الأحيان، مروراً بسوء تمركز وتصرف المدافعين، وأنانية بعض لاعبي الوسط وانتهاءً بتعامل المهاجمين مع الفرص في مثل هذه المباريات وكأنهم في دافوري سيحظون فيه بعشرات السوانح ليستغلوا منها اثنتين أو ثلاث.
. تشير الأنباء إلى تعاقد لجنة التسيير مع مدرب كبير هو البرتغالي ريكاردو، لكن ذلك لن يؤتي أكله ما لم تتضافر معه عوامل أخرى.
. وعلى لجنة التسيير أن تبدأ بنفسها وتصحح أوضاعها لو كانت هناك جدية في صناعة فريق كرة مستقبلي في الهلال.
. أما الجماهير فيقع عليها عبء التشجيع العقلاني والكف عن التنظير وافتراض المعرفة بكل التفاصيل، حتى توصد الأبواب أمام بعض صحفنا الرياضية التي تجد دائماً الأرضية الخصبة للتخريب وتغيير اللاعبين والمدربين، بل وحتى الإداريين أنفسهم بسبب أن هذه الجماهير عاطفية وتقبل بتدخل أي كائن فيما لا يعنيه، حتى صار الهلال وسيلة لتكسب البعض.