(1 )
تم أمس التوقيع بالأحرف الأولى على الوثيقة الدستورية وهي آخر وثائق الحكم الانتقالي, والله أنا ماعارف مقطوعة الطارئ دي (الأحرف الأولى) جاتنا من وين ؟ ولا أدري ما هو شكلها بالضبط ؟ ولكن الذي أعلمه أنها تعني أن هناك توقيعاً نهائياً سوف يعقبها وقد تقرر أن يكون يوم 17 أغسطس وقد قيل إنه سوف يكون محضوراً بعدد من الزعماء (شفتوا شيل الحال دا كيف؟) طبعاً الجماعه سوف يبررونه بأنه سوف يحول الاتفاقية من محلية إلى دولية, ماعلينا. بعد التوقيع سوف يسمى المجلس السيادي في 18 أغسطس ثم تسمية رئيس الوزراء في 20 أغسطس ويسمى بقية الوزراء في 28 أغسطس وسيكون اجتماع الحكومة الأول في الفاتح من سبتمبر(حقو يكون في كورنثيا) إذن الشغلانة سوف تأخذ وقتاً فأظنهم عملوا بوصية الشيخ العبيد ود بدر الذي دعا إلى المهلة في قوله (شد واتباطا, ياشرا فاتا يا خيرا اتا) أي عندما تزمع السفر استعجل في تجهيز الراحلة ولكن بعد ذلك تهمل ففي فترة المهلة قد ياتيك خير أو يفوتك شر فالشيخ هنا قسم الحكاية إلى قسمين قسم يستوجب العجلة وقسم يستوجب المهلة.
(2 )
فاذا اعتبرنا أن تجهيز الراحلة هو مرحلة ما قبل التوقيع فللأسف فقد أخذ زمناً طويلاً ولكن كل شيء لحكمة ففي هذه الأربعة أشهر مرت مياه كثيرة فوق الجسر وتحته ونقدر نقول إنه قد حدث تسبيك للاتفاقية ليس من ناحية اللغة إنما من ناحية المضمون وهذه قصة قد نعود إليها فالمشكلة الآن هي الفترة التي سوف تقع بين التوقيع والتنفيذ أي بين يوم أمس الأحد إلى الفاتح من سبتمبر ففي تقديري أنها سوف تكون فترة قلقة جداً جداً . قبل أسبوع تقريباً كتبنا مقالاً في نفس هذا المكان قلنا فيه إن شيطان السودان يقبع في هذه الفواصل الزمنية فما تم بالأمس كان يمكن أن يكون في 15 مايو على أكثر تقدير أي قبل فض الاعتصام بيوم فساعتها كان الطرفان قد توصلا إلى 95 % من هذه الاتفاقية وكان يمكن إكمال الخمسة الباقية في ذات الليلة بعد تناول وجبة السحور ولكنهما فضلا أخذ نومة والمواصلة في اليوم التالي (فحدث ما حدث) لذلك سنظل واضعين أيدينا على قلوبنا من اليوم إلى يوم أداء الوزراء للقسم خوفاً من أن يأتي إعصار (يجوط الكبابي مع الصحانة مع الصواني) أو يظهر لنا (ود أم بعلو)
(3 )
على العموم حاجات السودان كلها (دايره صبر) كما كتب راحلنا المقيم حاج الحبيب علي بصه الذي كان (يمشي اتنين ويرجع تلاتة) وهنا لا بد من أن نعيد وللمرة الألف قصة ابن عمنا عبد الرحمن ود الدايش أطال الله عمره فقد كان يطلب من الذين يدفرون له عربيته كل صباح بأن يدفروا بالجنبات لأن العربية عند قيامها من غير المعروف سوف تتجه إلى الأمام أم إلى الخلف ولكن دعونا نسأل الله أن تكون اتفاقية الثالث من أغسطس متجهة للأمام بعد أن ندفرها ولا شك أنها محتاجة لدفرة قوية و(يلا ادفروا كلكم).