صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

خطاب البرهان أما قتل !!

9

صباح محمد الحسن 

———-

أطياف _ صباح محمد الحسن

 خطاب البرهان أما قتل !! 

لا تستطيع الأحداث المتتالية على الساحة أن تجعل خطاب وحديث رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الذي خاطب فيه الأمة السودانية بمناسبة عيد الفطر المبارك خبراً من الماضي يمر دون التعقيب عليه فالبرهان تجاوز عمدا شهداء ذكرى فض الاعتصام بالقيادة ، بالرغم من انه وقف على ذكرى عدد من الشهداء في السودان.

وتجاوز البرهان لحدث مهم مثل هذا شغل كل العالم ، وأعاد للذاكرة صور ومشاهد التعدي والقتل ومحاولة وأد حرية التعبير، والاصرار على مهمة الاعتداء على السلمية ، المتجسدة في ثورة السودان التي تميزت دون غيرها بهذه الخاصية ، ويبدو ان البرهان استحى من الوقوف على احداث ذكرى فض الاعتصام لأن سيادته لايمكن ان يتحدث عن الثورة وعظمتها وعن الحرية والعدالة في العيد وهو الذي يفصل بينه والاحداث التي اعتدى جنوده فيها على شابين في ريعان شبابهما يوما واحداً ، فلن يستطيع ان يقول البرهان (ايها الشعب السوداني الكريم ..أما قتل ) !!

فهذا الاعتداء هو الذي سلب من البرهان البريق الزائف لكلمته وأكد ان الجيش وقواته المسلحة لها هدف آخر بعيداً عن حماية الثورة ، وان الواقع يتنافى مع مايدعي البرهان كما ان الاعتداء على الشباب من جديد يؤكد ان البرهان لم يكن نادما او متحسراً عل فض الاعتصام فالندم على مافات واحد من اهم شروط التوبة وتكرار الحدث وقتل الابرياء من جديد ينسف شرطاً ثانياً للتوبة وهو ( عدم الرجوع للذنب مرة اخرى ).

وهذا يعني لن تكون المرة الأخيرة التي سيعتدي فيها الجيش على المتظاهرين ، وربما تكون هناك مرات اخرى ان خرج المتظاهرين ولا بعيد ان يكرر الجيش فعلته وذلك يعود لأسباب كثيرة ومتعددة أهمها التغاضي وعدم المبالاة وعدم ادانتهم ومحاسبتهم لتصرفاته السابقة ، والتعايش مع جرائمهم وقبولهم في الساحة السياسية وكأنهم من صانعي المجد ومفجري الثورات أضف الي ذلك الصمت المذل من قبل المكون المدني الذي لم يتخذ موقفا قويا ومؤثراً ، تجاه تصرفات العساكر ولم نسمع ابدا يوما أن الحكومة رهنت عملاً ورفضت القيام به شريطة ان يحسن المكون العسكري التصرف ، لم تكن حكومة تستفيد من نقاط ضعفه المتمثلة في فض الاعتصام ، لم تعامله يوماً معاملة مجرم لايحق له ان يفتح شهيته ليتناول كل مايريده ، كانت تقدم له الفرص على طبق من خضوع وتنازل ، ولم تستفد من الخطأ الاكبر عندما سمحت له بالمشاركة في الحكم وهو الذي لم يغسل يديه جيدا من دماء الشهداء امسك بالقلم ليوقع على الوثيقة الدستورية ، كل هذا جعل المكون العسكري ، ليس لديه مشكلة في ان تتكرر احداث فض الاعتصام مرة ومرتين واكثر من ذلك ،وقد يأتي من يقول لك ان الجيش أعطى تعليمات لجنوده بعض احداث الذكرى بعدم اطلاق النار مرة اخرى ونقول لماذا لم يأتي هذا القرار بعد جريمة فض الاعتصام نفسها حتى لايتكرر الشي نفسه في ذكراها ؟

والغريب ان يتخوف رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من تصاعد الخطاب الجهوي ولغة التخوين من ان تعرقل مسيرة تحقيق شعار الحرية والسلام والعدالة التي قال انها لا يمكن ان تتحقق في ظل تنامي وتصاعد الخطاب الجهوي والعنصري وتبني لغة الاقصاء والتخوين والاتهامات الباطلة من قبل بعض التنظيمات ، ودعا الى ضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة وبذل الجهد من اجل تحقيق شعار الثورة “حرية ، سلام وعدالة “، قائلا “ان البناء لا يمكن تحقيقه في ظل تشتت قوى الثورة في تصاعد الخطاب الجهوي والعنصري وشدد على ضرورة الحفاظ على عهد الشهداء، وما بذلوه من أجل تحقيق أهداف الثورة)

ومعلوم ان البرهان اول من خان عهد الشهداء ، بعدم تحقيقه العدالة لهم وبقتله اخوانهم الذين جاءوا لإحياء ذكراهم ، والغريب أنه يخشى من لغة التخوين ان تعترض مسيرة الثورة والتغيير ولايخشى لغة السلاح وصوت الرصاص واختراق الطلقات نحو صدور الابرياء بربكم أيهما أخطر على الثورة ، لغة التخوين ام قتل الثوار أنفسهم ؟؟ ، كيف يقرأ هذا الرجل الاحداث ؟!

ما الذي يهدد عملية البناء التخوين ام القتل وسفك الدماء ، هذه الدماء التي لم تسكب في الحدود ولافي ساحات معارك العدو ، بل انها دماء على بلاط الوطن وأمام اعين الحكومة المدنية وفي باحة القيادة مطرح الثورة ومسرح ورمز التغيير ، المكان الذي انطلقت منه اصوات الثورة التي يخاف عليها البرهان ويرفع شعارتها ، وهو أول من طمس هذه الشعارات لأن طلقة واحدة وان كانت في السماء تنسف شعار (الحرية والسلام والعدالة ) فالشباب لم يجدوا حرية التعبير ليصل صوتهم الحكومة ، ولم يتمتعوا بالأمن والسلام فالجيش أعاد لهم سيناريوهات المطاردة والقتل من جديد والعدالة لم تتحقق بدليل انهم خرجوا مطالبين بالقصاص

اما يكفي البرهان قتل جيشه للشباب بشوارع في قلب المدينة، ليأتي ويستخف بعقول الناس بخطابه هذا ، فالبرهان كان له ان يقدم ولو اسفه واعتذاره ويترحم على عثمان ومدثر ، لكن تجاوزه في كثير من الإهانة ليس لذوي الشهداء بل للشعب السوداني قاطبة الذي تجددت أحزانه وهو يعتاد الحداد في العيد منذ ان تولى البرهان الحكم لم يذق الشعب السوداني طعماً للعيد لم يكتف ببكاء امهات شهداء ديسمبر لفقدابنائهن كل عيد ، بل قصد ان تكون هناك أمهات جدد تتم إضافتهن لقائمة الوجع بأمره!!

طيف أخير :

رصاصة مابتكتل شهيد

ولا الطلقة بِتخوّف عنيد

لا الرجعة فكرة ولاخيار

درب الهدف قررب شديد

الخطوة تفتح فيك خوف

وانت تفتح فيني نار

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد