صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حملة التسويق مستمرة

14

زاوية غائمة
جعفـر عبـاس
حملة التسويق مستمرة

‏‏‏‏
تناقلت الصحف مؤخرا حكاية المواطن العراقي الذي وقع في حيص بيص، بعد أن اكتشف أن الخروف الذي كان يعتزم ذبحه غير صالح للأكل، لماذا؟ لأن الخروف نفسه من أكلة اللحوم، وقام بالتهام دجاجات صاحبنا، وقبلها بسنوات رأى صحفي يعمل في جريدة الزوراء العراقية حمارا يأكل لحوم البهائم واعتبر الناس الخروف والحمار غير النباتيين من »أهل الحظوة«.
واستعيد هنا أيضا حكاية سبق لي أن أوردتها في سياق مقال قديم لي هنا: وقفت سيارة فارهة أمام محل تجاري في أحد أسواق بغداد ونزل منها رجل بهي الطلعة حسن الهندام وطلب تزويده بعشرة كيلو جرامات من الآيس كريم فلما أبدى صاحب المحل تعجبه من ضخامة الكمية المطلوبة، قال له الرجل المهندم أن لديه قردا ذا مواصفات خاصة، لابد أن يأكل كمية كبيرة من الآيس كريم يوميا، ودفع حب الاستطلاع بائع الآيس كريم لطرح أسئلة حول القرد، فقال له الشاب أن ذلك الحيوان قادر على اصطياد نحو مائة من طيور الحباري يوميا! وهنا عرض بائع الآيس كريم أن يشتري القرد، ولكن الشاب الأنيق رفض ذلك في أباء وشمم قائلاً: أن القرد لا يقدر بثمن، وكان لابد من »المفاصلة« وخد وهات حتى رسي العطاء عند نحو 18 ألف دولار أمريكي، وفرح التاجر بصفقة العمر التي ستتيح له أن يتاجر في لحوم طيور القنص النادرة.
في اليوم التالي أغلق محله وهاجر بالقرد إلى جنوب العراق حيث الصيد الوفير، وأطلق العنان للقرد المبروك بعد أن حدد موقع سرب من الطيور السمينة، وما أن شاهد القرد الطيور حتى قفز وحط على كتف صاحبه الجديد، حاول الرجل أكثر من مرة أن يقنع القرد بأنه ليس هناك ما يدعوه إلى الخوف من الطيور ولكن مفيش فايدة! بالطبع كان الرجل يتوقع أن يكون القرد المعجزة قادرًا على الطيران أو أن يكون مزودًا بشعاع ليزر يجعله قادرًا على صيد الطيور بمجرد النظر إليها ولكن اتضح أن القرد كان حيوانًا لم يكمل تطوره حتى بمقاييس داروين.
وعطفا على مقالي ليوم الأمس أتساءل: ما للعرب والمعجزات والبركات؟ ذاك تخصص برع فيه أهل غرب أفريقيا وعندنا منهم في السودان جيوش؛ هؤلاء القوم يتخصصون في التعاويذ والرقى والتمائم ويستطيعون تحصينك ضد السلاح فتنهال عليك السيوف أو طلقات الرصاص فتهشها من جسمك كالفراش، ولدينا آلاف البشر في السودان يزعمون أن الرصاص لا يخترق أجسامهم، ولو كان في الجامعة العربية خير لجندتهم لتحرير فلسطين.
أما المجال الذي أستطيع أن أؤكد أن خبراء غرب أفريقيا أثبتوا فيه كفاءتهم فهو مجال »الحب«، فلديهم شيء اسمه »عرق المحبة« مأخوذ من جذور شجرة معينة وتتم معالجته عن طريق أشخاص أولي قدرات خارقة، فإذا وضعت شيئًا من ذلك العرق أو مسحوقه في شراب أو طعام الحبيب »المطنش«، فإنه يصبح رهن غمزة من عينيك ويتبعك كظلك، وأؤكد بضمير مستريح أن إلى عرق المحبة ذاك يعزى الفضل في العلاقة الحميمة التي تربطني بنبيلة عبيد!
وكان استخدام ذلك العرق ميسورًا أيام كانت الحياة بسيطة وليس للبيوت أسوار أو أبواب، فتدخل البيت في غفلة من أهله وتضع المسحوق في أي إناء للشرب أو الأكل. ولكن وكما شرحت بالأمس فبإمكان العاشق المضطهد – مثلا – الطلوع إلى سطح العمارة التي تسكن فيها الفتاة المستهدفة ليصب مسحوق عرق المحبة في خزان الماء، ومن إيجابيات هذا الأسلوب أن جميع فتيات العمارة سيقعن في غرامه، وله عندها فرصة ليثبت عند حبه الأول أن يغير ويبدل على كيفه من بين الضحايا. أما إذا كانت المستهدفة تعيش في بيت أرضي أو فيللا فما من سبيل سوى تلغيم صهريج المياه الذي يسقي المدينة فيضمن بذلك العاشق وقوع آلاف الفتيات في هواه، وعندها يكون عنده احتياطي هائل من المحبوبات.
وبإمكان القراء الذين لديهم قصص حب معلقة وغير محسومة الاتصال بي على عنواني البريدي الالكتروني مع إدراج المعلومات المطلوبة عن بطاقاتهم الائتمانية )فيزا وماستر كارد وأخواتهما( بمبلغ 150 دولارا للجرام الواحد أما طالبوا الحب بالجملة فعليهم تزويدي بتذاكر سفر وفيزات إلى حيث يقيمون لأشرف بنفسي على عملية التعشيق الجماعية من خلال خزانات المياه!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد