أرحب بزيارة الرئيس المصري السيسي فما يجمع بين بلدينا أكثر بكثير مما يفرقهما ومهم جداً استمرار العلاقات المتميزة القوية فقد كتبت كثيراً إيماناً بذلك وقد لا يعلم الرئيس السيسي أن علاقتي بمصر كانت من القوة لدرجة اتهمت في زمن الغيبوبة السياسية عام 1994 من قبل الإسلاميين السودانيين أنني عميل مصري لذلك أعتقلت وأوقفت صحيفتي فقد كنت رافضاً للمواجهة مع مصر. وقد ساهمت علاقات أسرتي مع شخصيات مصرية عظيمة في كل ما ظللت أؤمن به، فقد كان لجدي من ناحية أمي )شيخ نور الخوجلابي( الذي كان وكيلاً للأزهر صداقة شخصية وقوية مع شيخ الأزهر العالم الشيخ شلتوت لدرجة أن قبريهما متجاورين كما طلبا ذكر لي ذلك الأستاذ علي إبن الأستاذ محمد المبارك عبد الله الذي كان صديقاً للشيخين بمصر.. أما من ناحية أبي فقد كانت لجدي الخليفة أحمد عروة صداقة مع اللواء محمد نجيب ولازالت صورتهما معاً تتصدر صالون الضيوف بمنزلي حتى اليوم.. ومثلما انتقدت النظام المصري الناصري والحالي إنتقدت جماعة الأخوان المصريين في تصرفاتهم الخاطئة بعد ثورة 25 يناير.
رغم اختلافي مع سياسات الحكومة السودانية الحالية إلا إنني أفرق بين الخلاف الفكري والسياسي المشروع والخلاف حول مصالح الوطن العليا. ولذلك أنصح إذا كانت مصر تريد علاقة طيبة مع بلادي فلتعالج قضية حلايب بما يتوجب عليها إما بالتنازل عنها للسودان أسوة بما فعلت مع السعودية في جزيرة صنافير أو الذهاب للتحكيم كما فعلت مع إسرائيل في طابا والسودان أولى من إسرائيل!! أو تقبل مصر بتكامل حقيقي بين البلدين بعد الاعتراف بحق السودان في مثلث حلايب والعمل بصدق وعدالة وشفافية وكفاءة على إنجاح التكامل لمصلحة البلدين.. هذا ما أراه مع تمنياتي بطيب الإقامة للسيسي ونجاح الزيارة.
) كسرة(:
لقد ضحى السودان بحلفا من أجل السد العالي فمتى ترد مصر الجميل؟..
السعودية وتركيا و)خاشقجي- غيت(
نجح الرئيس أردوغان في طرحه الذكي لجريمة الاغتيال البشعة والغبية لصديقي الشهيد جمال خاشقجي ذلك الصحفي المحترم والناصح الأمين لحكومته بفكره ليس مصادماً ولا معارضاً بسلاح. هذه الجريمة البشعة إعترفت بها السعودية وارتكبتها قيادات سعودية مجرمة وغبية جاءت خصيصاً من بلادها داخل القنصلية السعودية باسطنبول التي يفترض فيها الأمان واحترام اتفاقية فينا وتركت أدلة واضحة.
كان أردوغان حصيفاً ومتوازناً في خطابه ظهر كرجل دولة من الطراز الأول حين أشاد أولاً بالعاهل السعودي الملك سلمان الذي تأكد له إنه كان مغيباً عن الجريمة وتطوراتها ولكن وضعه أمام مسؤولياته السياسية والأخلاقية والقانونية كحاكم بعد أن تم الاعتراف بقتل خاشقجي رغم الإنكار فتحرك الملك وفصل واعتقل المسؤولين المنفذين للجريمة ولكن هل يعقل أن تقوم المجموعة بذلك دون توجيه من جهة عليا نافذة؟ فلا بد أن تواجه السعودية مسؤوليتها ليس فقط أمام تركيا والعالم بل أمام الله العدل سبحانه التزاماً بقوله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين( )يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون(.. هذا مقتضى شرع الله الذي قامت عليه السعودية وإلا ؟؟!!.
………. محجوب عروة