صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حكومة حمدوك.. النصف الممتليء

13

تأمُلات

كمال الهدي

حكومة حمدوك.. النصف الممتليء

. رغم قناعتي الراسخة بضرورة الالتزام التام والحرفي بأي عهد نقطعه على أنفسنا، لن أقف طويلاً أمام اختيار دكتور حمدوك للأستاذ مدني كوزير ضمن طاقم حكومته الانتقالية.

. صحيح أننا ظللنا ننشد وضعاً مثالياً بعد الثلاثة عقود العجاف التي تذوق خلالها شعب السودان المر.

. وقد كتبت أكثر من مرة ضد ترشيح الدكتورة ابتسام ومدني للوزارة بإعتبار أنهما كانا ضمن وفد التفاوض.

. وبالنسبة لإبتسام كان رأيي أنها غير مؤهلة لمنصب وزير العدل بإعتبار ما خرجت به الوثيقة من ثقوب.

. أما مدني فالرفض جاء فقط من زاوية العهد الذي قطعوه على أنفسهم.

. أما على صعيد الشخصية فلم يكن لدي أي تحفظات حوله.

. بل على العكس كنا ننظر له دائماً كمناضل جسور ورجل مخلص للقضية التى تصدى لها مع آخرين.

. والآن بعد أن ظهرت التشكيلة الوزارية وجاءت كلها تقريباً مرضية للناس لا أظن أن الوقفة الطويلة أمام تعيين مدني ستكون مفيدة.

. يجب أن نتذكر أن النتيجة النهائية لعملية الشد والجذب التي صاحبت تشكيل هذه الحكومة قد أظهرت جدية الدكتور حمدوك وإصراره الشديد على المباديء والمعايير المُتفق عليها.

. وبعد أن قدم الرجل مزيجاً رائعاً من أصحاب الخبرات والشابات والشباب سنكون قاسين جداً إن تركنا كل ذلك جانباً وركزنا فقط على تعيين مدني.

. الصورة العامة التي أمامنا تجعلني شخصياً أميل إلى أن هناك سبباً غير مرئي بالنسبة لنا وقف وراء اختيار مدني.

. فالمنطق يرفض فرضية نظرية المحاصصة أو الضغوطات.

. ببساطة لأن حمدوك رفض مرشحين كثر من طرف قوى الحرية والتغير، وليس منطقياً أن يقبل مرشحاً واحداً لو أنه لم يجد فيه ما يجعله مؤهلاً للمنصب.

.حقيبة حمدوك عامرة بالكفاءات والخبرات والمؤهلات من الجنسين فدعونا نتفاءل بهم.

. وبما أننا قد بلغنا مرحلة العمل أرى أن كثرة التنظير في هذا الوقت ستخصم منا الكثير.

. فعندما ثار أسود وكنداكات السودان في وجه الطاغية (الساقط) ونظامه البغيض رفعوا شعارات محددة هي الحرية والسلام والعدالة.

. كما أكثرنا بعد ذلك من الهتاف المحبب ” مدنيااو”.

. فلنمنح الدكتور حمدوك وأعضاء حكومته فسحة من الوقت لنرى ما سيفعلونه تجاه شعارات الثورة الثلاثة.

. ولابد أن نثبت جدارتنا وقدرتنا على التطبيق العملي لهتاف ” مدنيااو”.

. فهذا الهتاف يتطلب عملاً جاداً لا مجرد الإكتفاء بالتعبير عن الاعجاب بوزيرة أو وزير، أو رفض آخر.

. مثلما نفلح في انتقاد مرشح أو نطالب الحكومة بالعمل السريع لمواجهة المشاكل المعقدة التي أدخلنا فيها اللصوص والمجرمون، يقع على عاتق كل منا دور مهم وفاعل يتوجب عليه القيام به.

. ويفترض أن نبدأ في ذلك فوراً ودون تأجيل ولو لساعة، وإلا فكيف كنا نهتف ” مدنيااو”!

. من يظن أن المدنية تعني أن يعمل حمدوك ووزيراته ووزراؤه، بينما نكتفي نحن بمراقبتهم وننكب على وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن سرورنا أو غضبنا مخطيء جداً.

. ولكي نكون قدر شعارات وهتافات الثورة يفترض أن تقل مشاركاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي بدرجة كبيرة في الأيام القادمة لأن الوقت للعمل لا للتنظير.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد