صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حقوق الانسان..انتهاكات مستمرة

22

بشفافية – حيدر المكاشفي

حقوق الانسان..انتهاكات مستمرة

مر علينا يوم الجمعة الماضي الموافق العاشر من ديسمبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي درج العالم على الاحتفاء به عند حلول موعده كل عام منذ اجازة الامم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948، وللأسف حلت علينا هذه الذكرى فى ظل انتهاكات واسعة لحقوق الانسان ما بعد انقلاب البرهان، دعك مما سبقه من انتهاكات جسيمة ترقى لمستوى جريمة الابادة الجماعية، وهل جريمة فض الاعتصام تقل عن هذه الجرائم الفظيعة، فما بعد الانقلاب الذي أدعى قائده ومن معه من انقلابيين مدنيين وعسكريين، أن ما قاموا به ليس انقلابا وانما تصحيح لمسار الثورة، ولكن كشفت ممارساتهم المنتهكة لحقوق الانسان والمصادرة للحريات، التي صاحبت تنفيذ الانقلاب وأعقبته زيف وبطلان هذا الادعاء، لم يتركوا سوأة انقلابية الا طبقوها، اعتقلوا ونكلوا وضيقوا على حريات الاعلام والتنقل، فأغلقوا بعض الاذاعات وأغلقوا الكباري، وفرضوا حالة الطوارئ التي ما تزال قائمة، وكل هذا كوم وما مارسوه من عنف مفرط وقاتل مع المحتجين ورافضي الانقلاب كوم آخر، اذ تسببت آلة العنف المنهجي الانقلابية في قتل أكثر من أربعين شهيدا، اضافة الى عشرات الجرحى، ثم من بعد كل ذلك يتبجحون بأن هدفهم هو تصيح مسار الثورة، فأي ثورة هذه التي يريدون اصحاح مسارها بهذه الطريقة، هي ليست بأي حال ثورة ديسمبر السلمية الحضارية التي ما اندلعت الا لمناهضة مثل هذه الممارسات التعسفية الانقلابية، ولو كانوا قالوا أننا نريد حرف مسار الثورة والعودة بالاوضاع القهقرى لما كان عليه النظام المباد لصدقوا..

حلت علينا ذكرى اليوم العالمي لحقوق الانسان وما تزال الانتهاكات مستمرة لم تتوقف، كما ظلت أقوال القيادات الامنية المتعهدة بصيانة حقوق الانسان بمن فيهم الرأس الكبير البرهان وصاحبه حميدتي، تناقض أفعالهم وممارساتهم على الأرض فيما يلي هذه الحقوق، مصداقا للمثل(أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أتعجب)، فهذا المثل يعري تماما ما ظللنا نسمعه ونقرأه من كلام طيب ومعسول عن حقوق الانسان من مختلف القيادات الامنية، بيد أننا في حقيقة الأمر وواقعه، لا نرى على الأرض شيئا مما يقال، بل للأسف نرى العكس تماما، أي أنهم يستخدمون لسانين في ما يخص حقوق الانسان، الأول له علاقة بالقول المجرد الذي يتبدد في الهواء، والثاني له علاقة بالفعل على أرض التظاهرات، وهذا التناقض بين التصريحات المشفوهة وبين الواقع المعيش، يدل على أن هناك فرق كبير بين ما يقال و بين ما يتم عمله بالفعل وأن تلك الأقوال ما قيلت الا للاستهلاك، فقد حفلت مضابط الصحف وأثير الاذاعات والفضائيات، بكلام كثير طيب ومعسول من القيادات الامنية عن حقوق الانسان، يعلنون فيه التزامهم والتزام الحكومة بكافة التعهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، ويتعهدون بالعمل بكل جد واهتمام للقيام بالواجبات الدستورية والقانونية حتى يسود السلام والاستقرار، وتتعزز حقوق الإنسان في السودان بالتنفيذ الفعلي لها وفقا للالتزام القيمي المنطلق من الموروث الفكري والثقافي، وتماشيا مع التزامات السودان الدولية والإقليمية ومبادئ العدالة والإنصاف الراسخة بعمق في الثقافة السودانية، الى آخر مثل هذا الكلام الطيب المعسول، ولكن مع أول مظاهرة وموكب يبلعون لسانهم الطيب ويخرجون لسانهم الآخر ساخرين من حقوق الانسان..

الجريدة

حرية، سلام، وعدالة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد